Featured Video

السبت، يوليو 30، 2011

الأهتمام بالقصص والمواعظ وترك الدعوى إلى التوحيد

الأهتمام بالقصص والمواعظ وترك الدعوى إلى التوحيد

هل من توجيه لطلاب العلم بالاهتمام بالتوحيد والدعوة إليه وأن أغلب طلاب
العلم مهتمون بالمواعظ والقصص التي قد تكون غير صحيحة ويحتج بعضهم بأن الناس
موحدون وأن التوحيد يفرق الناس؟

الجواب:
 هذا سؤال مهم جدا وهو أن طالب العلم أول ما يبدأ به ويهتم به بعلم العقيدة
الصحيحة لأنها الأساس، والرسل أول ما يدعون الناس إلى التوحيد وإلى عبادة الله
وحده لا شريك له فلابد من تعلم العقيدة أولا والنبي – صلى الله عليه وسلم- لما
بعث معاذا إلى اليمن قال له: " إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما
تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"(1)، يبدأ بالعقيدة،
النبي - صلى الله عليه وسلم - لبث في مكة ثلاث عشرة سنة بعد البعثة يدعو إلى
التوحيد وإلى العقيدة وينهى عن الشرك، فأمر العقيدة له الصدارة في التعلم
والاهتمام به والدعوة إليه؛ لأن أكثر الناس يجهلون العقيد ويخلون بها ويعبدون
الله ويتقربون إليه بالبدع والمحدثات والشركيات التي تبعدهم عن الله عزوجل،
فلابد من تعلم العقيدة أولا والدعوة إليها وبيانها للناس؛ لأنها هي الأساس وأول
ما يبدأ طالب العلم بالعقيدة يفهمها ويتفهمها.

وأما قولهم إن الناس مسلمون، نعم الناس مسلمون ولكن يقع منهم خلل يقع منهم جهل
وقد يقع منهم نواقض من نواقض الإسلام وهم لا يعلمون يتوارثونها فلابد من علماء
يبينون لهم ويدعونهم إلى التوحيد وينهونهم عن الشرك ولابد من ذلك، ولا يكفي
أنهم مسلمون النبي -صلى الله عليه وسلم - لما أعطى الراية لعلي بن أبي طالب-رضي
الله عنه- في غزوة خيبر وأمره أن يتقدم إلى الحصن وأن يحاصره قال له: " ادعهم
إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه"(2)، ما قال ادعهم
إلى الإسلام فقط بل قال"وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه" فيبين لهم
الإسلام.

أما قوله أنا مسلم وهو لا يفهم الإسلام، فهذا لا يفيده شيئا، كثيرا من الناس
يقول أنا مسلم لكن لو تسأله ما هو الإسلام، فإنه لا يدري ولا يفهمه؛ لأنه لم
يدرسه ولم يبين له، لابد من بيان ماهو الإسلام وما هو حق الله جل وعلا على
عباده.

وأما قولهم: إن الدعوة إلى التوحيد تفرق الناس، نعم الذي لا يريد العقيدة لا
حياه الله ولا نرحب به وإن افترق عنا فنحن نسر بذلك، نحن لا نجمع الناس على
ضلال وعلى جهل وإنما نجمعهم على التوحيد وعلى العقيدة الصافية وعلى دين الله
سبحانه وتعالى، وليس القصد الجمع بدون تأسيس صحيح، وإنما القصد هو الإجتماع على
الحق ولو كان المجتمعون قليلا إذا كانو على حق فهم خير من الكثير الذي على ضلال
وعلى جهل ولو تسموا بالمسلمين، ولا يخفى عليكم ما يقع فيه الناس من عقائد فاسدة
وشركيات ومن بدع ومحدثات ومن شرور ومن جهل بدينهم ، فهم بحاجة إلى التبصير وإلى
التعليم وإلى التوضيح حتى يكونوا على بصيرة، ولا يأخذوا الدين تقليدا لغيرهم
بدون تروٍ ومعرفة فهذا إنما يكون تقليدا أعمى على جهل وضلال، فنحن لا ننظر إلى
الكثرة وإنما ننظر إلى النوعية، فالقلة وإن كانت قليلة إذا كانت على حق خير من
الكثرة التي على ضلال وعلى بدع ومحدثات وشرور.

المصدر: مسائل علمية وفتاوى شرعية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان
الفوزان، وأصلها لقاءات مفتوحة أقيمت بمسجد طيبة بحي الوادي بمدينة الرياض،
اعتنى بها: إمام المسجد/ محمد بن فهد الفريح، ص 62.
 _________________________
 (1) . البخاري رقم (1308)، ومسلم رقم (27).
 (2) . البخاري رقم (2724)، ومسلم رقم (4423).

الجمعة، يوليو 29، 2011

هل دين الإسلامي دين مساواة؟!!

هل دين الإسلامي دين مساواة؟!!

قال الله تعالى في سورة الحديد  ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُم مَن أَنْفَق مِن قَبْل الْفَتْح وَقَاتَل)
دين الإسلام دين العدل في العمل والجزاء، وانتبه دين العدل في العمل والجزاء وليس كما يقول المحدَثون: «إنه دين المساواة»!، هذا غلط عظيم،
لكي يتوصل به أهل الآراء والأفكار الفاسدة إلى مقاصد ذميمة، حتى يقول: المرأة والرجل، والمؤمن والكافر سواء، ولا فرق، وسبحان الله إنك لن تجد في القرآن كلمة المساواة بين الناس، بل لابد من فرق، بل أكثر ما في القرآن نفي المساواة ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِيَ الَّذِيْنَ يَعْلَمُوْنَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُوْنَ ) وآيات كثيرة، فاحذر أن تتابع فتكون كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء، بدل من أن تقول: (الدين الإسلامي دين مساواة) قل (دين العدل الذي أمر الله به، يعطي كل ذي حق حقه) أرأيت المرأة مع الرجل في الإرث، وفي الدية، وفي العقيقة، وفك الرهان يختلفون. وفي الدين: المرأة ناقصة إذا حاضت لم تصل ولم تصم، وفي العقل المرأة ناقصة: شهادة الرجل بشهادة امرأتين، وهلم جرا، والذين ينطقون بكلمة مساواة إذا قررنا هذا وأنه من القواعد الشرعية الإسلامية ألزمونا بالمساواة في هذه الأمور، وإلا لصرنا متناقضين، فنقول: دين الإسلام هو دين العدل يعطي كل إنسان ما يستحق، حتى جاء في الحديث( أَقِيْلُوا ذَوِي الْهَيْئَات عَثَرَاتِهِم إِلَّا الْحُدُوْد) يعني إذا أخطا الإنسان الشريف الوجيه في غير الحدود فأحفظ عليه كرامته وأقله، هذا الذي تقيله إذا كان من الشرفاء، إقالتك إياه أعظم تربية من أن تجلده ألف جلدة، لأنه كما قيل: الكريم إذا أكرمته ملكته، لكن لو وجد إنسان فاسق ماجن فهذا اشدد عليه العقوبة وأعزره، ولهذا لما كثر شرب الخمر في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ضاعف العقوبة بدل أربعين جعلها ثمانين ، كذلك الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن (مَنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاقْتُلُوْهُ)، لأن لا فائدة في جلده، ثلاث مرات نعاقبه ولا فائدة إذن خير له ولغيره أن يقتل، وإذا قتلناه استراح من الإثم، كما قال الله عز وجل: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوَا أَنَّمَا نُمْلِيْ لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِيْ لَهُمْ لِيَزْدَادُوَا إِثْمَا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِيْن) والخلاصة أن التعبير بأن دين الإسلام دين المساواة غلط وليس بصحيح، بل هو دين العدل ولا شك، والعجب أن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام، يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَىَ عَجَمِيٍّ إِلَا بِالْتَّقْوَىْ) فيتناقضون، والحديث لم ينف مطلقاً، وإنما قال: (إِلَا بِالْتَّقْوَىْ) فهم يختلفون بالتقوى، ثم إن هذا الحديث لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، لأنه قال: (إِنَّ الْلَّهَ اصْطَفَىَ مِنَ بَنِيَّ إِسْمَاعِيْلَ كِنَانَةَ،وَاصْطَفَىَ مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشا، وَاصْطَفَىَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِيَّ هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِيُّ مِنْ بَنِيَّ هَاشِمٍ) ففضل، ولا شك أن جنس العرب أفضل من جنس غير العرب لا شك عندنا في هذا، والدليل على هذا أن الله جعل في العرب أكمـل نبوة ورسالة، محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى: (الْلَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) فالأجناس تختلف، وقال عليه الصلاة والسلام: (خِيَارُكُمْ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِيْ الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا) فاحذر أن تتابع في العبارات التي ترد من المحدِثين المحدَثين حتى تتأملها وما فيها من الإيحاءات التي تدل على مفاسد ولو على المدى البعيد، أسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم وأن يتولانا في الدنيا والآخرة، إنه على كل شيء قدير.

الثلاثاء، يوليو 26، 2011

سلسلة الدروس اليومية (السؤال 191)

الــســ(191)ـــؤال

س: ما هي التوبة النصوح?

ج: هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء:-
(( 1- الإقلاع عن الذنب , 2- والندم على ارتكابه 3- والعزم على أن لا يعود أبدا )) , وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن فإنه سيطالب بها يوم القيامة إن لم يتحللها منه اليوم ,ويقتص منه لا محالة وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا , قال صلى الله عليه وسلم (من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له حسنات أُخذ من حسناته وإلا أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه )


(( من كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ، للعلامة حافظ الحكمي ))


لواسع ولواذع

لواسع ولواذع

قال بعضهم: *في بعض الدول – والعياذ بالله – الجوع يملك نصف الدولة، والجنس يملك النصف الآخر!! الكثير من المتربصين بالإسلام وأهله يرون أن التعري في الشارع خلاعة، وعلى المسرح فن، وعلى الشاطئ رياضة!!*



أحياناً قد يسمح لكل الأشياء بأن تطول إلا الفساتين النسائية!! *الممثلة أو الفنانة – وبالأصح (الفتّانة) – كلما كانت ملابسها في (الفيلم أو المسلسل) قصيرة، كلما كانت أدوارها طويلة!!

مشكلة بعض أطفال أو المعذرة: (بزران) هذه الأيام - وهذا ليس انتقاصاً فيمن دبت فيهم الرجولة منذ نعومة أظفارهم -:
عمره (12 عاماً)، ويشرب (الدخان)!!، وإذا نصحته يقول لك – بتأوه -: ما أقدر أبطله!!
وعنده (بلاك بيري) (قد يكون قد سبب له خشونة في الرقبة)، ويكتب:
(أحبها و لكن ما تحبني، العمر مر وضاعت سنيني)
أي سنين ضاعت؟!! وأنت لعلك لم تكمل (تطعيماتك) بعد؟!!



منقول من تباريح لصاحبها حامد كابلي.
--------
اللهم أسالك حسن الخاتمة

الاثنين، يوليو 25، 2011

سلسلة الدروس اليومية ( السؤال 190 )

الــســ(190)ـــؤال

* س: بماذا تكفر جميع الصغائر والكبائر ؟

* ج: تكفر جميعها بالتوبة النصوح قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار )) ، وعسى من الله محققة ، وقال تعالى (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات )) الآيات ، وقال تعالى (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار  )) الآيات ، وغيرها ، وقال صلى الله عليه وسلم (( التوبة تـجُبُ ما قبلها )) وقال صلى الله عليه وسلم (( الله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش ,أو ما شاء الله ، قال: أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده)). 


(( من كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ، للعلامة حافظ الحكمي ))

هل يصح تسمية النصارى بـ "المسيحيين"؟

س :هل يصح تسمية النصارى بـ "المسيحيين"؟

 ج :الحمد للهلا شك أن الأفضل أن يسمون "نصارى" وبهذا الاسم جاء القرآن الكريم . ولم يطلق عليهم ولو في موضع واحد أنهم "مسيحيون" ولفظ "مسيحي" نسبةً إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .وهذه النسبة غير صحيحة في الواقع . لأنهم لو كانوا أتباع المسيح حقاً لآمنوا أنه عبد الله ورسوله . ولآمنوا بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم . كما بشرهم بذلك المسيح نفسه ، وأمرهم بالإيمان به ، قال الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6 .فتبين بذلك أنهم ليسوا اتباعاً للمسيح عليه السلام حقيقةً .ولكن .. نظراً لأنه غلب إطلاق "مسيحي" على أتباع الديانة النصرانية ، ولا يقصد كثير ممن يطلق هذا الاسم أنهم اتباعه حقيقةً ، وإنما يريد فقط التعريف بهم ، وأنهم ينسبون أنفسهم إليه ، فلا حرج من استعماله ، وممن استعمل هذا الاسم "مسيحي" من علمائنا : فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، وفضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الفوزان حفظه الله ، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، كما يعلم ذلك من البحث في فتاواهم بكلمة "مسيحي" .وإن كان الأولى والأفضل استعمال اسم " النصارى" .
فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :شاع منذ زمن استخدام كلمة "مسيحي" ، فهل الصحيح أن يقال : "مسيحي" ، أو "نصراني".
فأجاب : "معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام ، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه ، وهو بريء منهم ، وقد كذبوا ، فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ، ولكن قال : عبد الله ورسوله . فالأولى أن يقال لهم : " نصارى " ، كما سماهم الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) البقرة/ 113" انتهى ." فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 387 ) .   وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :يَرِدُ على ألسنة بعض المسلمين كلمة " مسيحية " حتى إنهم لا يميزون بين كلمتَي " نصراني " ، و " مسيحي " ، حتى في الإعلام الآن يقولون عن النصارى : مسيحيين ، فبدل أن يقولوا : هذا " نصراني " ، يقولون : هذا " مسيحي " ، فنرجو التوضيح لكلمة " المسيحية " هذه ، وهل صحيحٌ أنها تطلق على ما ينتهجه النصارى اليوم ، .فأجاب :"الذي نرى أن نسمي " النصارى " بـ " النصارى " ، كما سماهم الله عز وجل ، وكما هو معروف في كتب العلماء السابقين ، كانوا يسمونهم : " اليهود والنصارى " ، لكن لما قويت الأمة النصرانية بتخاذل المسلمين : سَمَّوا أنفسهم بالمسيحيين ، ليُضْفوا على ديانتهم الصبغة الشرعية ، ولو باللفظ ، وإلا فأنا على يقين أن المسيح عيسى بن مريم رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء منهم ، وسيقول يوم القيامة إذا سأله الله : ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) المائدة/ 116 ، سيقول : ( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ...) المائدة/ 116، 117 ، إلى آخر الآية . سيقول هذا في جانب التوحيد ، وإذا سئل عن الرسالة فسيقول : يا رب! إني قلت لهم : ( يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف/ 6 ، فهو مقرر للرسالات قَبْلَه ، وللرسالة بَعْدَه عليه الصلاة والسلام ، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، ولكن أمته كفََرَت ببشارته ، وكفَرَت بما أتى به من التوحيد ، فقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) المائدة/ 73 ، وقالوا : ( الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ) التوبة/ 30 ، وقالوا : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) المائدة/ 17 ، نسأل الله العافية . الحاصل : أني أقول : إن المسيح عيسى بن مريم بريءٌ منهم ، ومما هم عليه من الدين اليوم ، وعيسى بن مريم يُلْزِمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ليكونوا عباداً لله ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) آل عمران/ 64" انتهى . " لقاءات الباب المفتوح " (43 / السؤال رقم 8 )

جدول المحاضرات لواحة الإيمان بالشارقة

جدول المحاضرات لواحة الإيمان بالشارقة





--------
اللهم أسالك حسن الخاتمة

الأحد، يوليو 24، 2011

سلسلة الدروس اليومية ( السوال 189 )

الــســ(189)ـــؤال

* س: ما الكبائر?

* ج: في ضابطها أقوال للصحابة والتابعين وغيرهم فقيل هي كل ذنب ترتب عليه حد, وقيل هي كل ذنب أتبع بلعنة أو غضب أو نار أو أي عقوبة, وقيل هي كل ذنب يشعر فعله بعدم اكتراث فاعله بالدين وعدم مبالاته به وقلة خشيته من الله ,وقيل غير ذلك, وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسمية كثير من الذنوب كبائر على تفاوت درجاتها فمنها كفر أكبر كالشرك بالله والسحر, ومنها عظيم زكبائر الإثم والفواحش ,وهو دون ذلك كقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والتولي يوم الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقول الزور ومنه قذف المحصنات الغافلات المؤمنات وشرب الخمر وعقوق الوالدين وغير ذلك, وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع ا هـ .
ومن تتبع الذنوب التي أطلق عليها أنها كبائر وجدها أكثر من السبعين فكيف إذا تتبع جميع ما جاء عليه الوعيد الشديد في الكتاب والسنة من اتباعه بلعنة أو غضب أو عذاب أو محاربة أو غير ذلك من ألفاظ الوعيد فإنه يجدها كثيرة جدا.

(( من كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ، للعلامة حافظ الحكمي ))


السبت، يوليو 23، 2011

سلسلة الدروس اليومية (السؤال 186-187-188)

الــســ( 186 – 187 - 188)ـــؤال

* س: ما حكم العين ؟

* ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم " العين حق " ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال " استرقوا لها فإن بها النظرة " وقالت عائشة رضي الله عنها " أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُسترقي من العين " , وقال صلى الله عليه وسلم " لا رقية إلا من عين أو حمة " وكلها في الصحيح وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة, ولا تأثير لها إلا بإذن الله وقد فسر بها قوله عز وجل " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر"  عن كثير من السلف رضي الله عنهم.

* س: إلى كم قسم تنقسم المعاصي?

* ج: تنقسم إلى صغائر هي السيئات, وكبائر هي الموبقات.

* س: بماذا تُكَفَّر السيئات؟
* ج: قال الله تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " وقال تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات " ، فأخبرنا الله تعالى أن السيئات تكفر باجتناب الكبائر وبفعل الحسنات وكذلك جاء في الحديث " واتبع السيئة الحسنة تمحها " وكذلك جاء في الأحاديث الصحيحة  أن إسباغ الوضوء على المكاره ,ونقل الخُطا إلى المساجد والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ,ورمضان إلى رمضان وصيام رمضان وقيامه وليلة القدر وصيام عاشوراء وغيرها من الطاعات إنها كفارات للسيئات والخطايا وأكثر تلك الأحاديث فيها تقييد ذلك باجتناب الكبائر وعليه يحمل المطلق منها فيكون اجتناب الكبائر شرطا في تكفير الصغائر بالحسنات وبدونها.
  
(( من كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة ، للعلامة حافظ الحكمي ))

دعاء للمريض

(( عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضا أو أُتِيَ به قال " أذهب الباس رب الناس ، اشْفِ وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً " ))

صحيح الجامع،الألباني،ح4639

‫‫‫قال صلى الله عليه وسلم‬‬‫‫

(( لأن أقول " سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر" أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس‬‬‫‫ ))

صحيح الجامع،الألباني،ح5037‬‬

قصة المرأة الفائقة الجمال

كذلك انتشر في رسائل الجوال هذه القصة :


السؤال: مرَّت امرأة فائقة الجمال برجل فقير بل معدم ، فنظر إليها وقلبُه ينفطر شغفاً بجمالها ، ثم تقدم منها ودار بينهما الحوار الآتي : الرجل : ( وزيّناها للناظرين ) . المرأة : ( وحفظناها من كل شيطان رجيم ) . الرجل : ( بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ) . المرأة : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) . الرجل : ( نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ) . المرأة : ( لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ) . الرجل : ( وإن كان ذو عسرة ) . المرأة : ( حتى يغنيهم الله من فضله ) . الرجل : ( والذين لا يجدون ما ينفقون ) . المرأة : ( أولئك عنها مبعدون ) . عندها احمرَّ وجه الرجل غيظاً وقال : " ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين !! " . فأجابته المرأة : ( للذكر مثل حظ الأنثيين ) . هل هذه نوع من الاستهزاء أو نوع من الاقتباس ؟ وما الحكم الذي يترتب على من ينشر هذه القصة ؟ . في انتظار ردكم الشافي ، بارك الله فيكم ، دمتم في رعاية الله وحفظه .



الجواب :
الحمد لله
أولاً:
لا شك أن هذه القصة باطلة ولا أصل لها من جهة ، ومحرَّم نشرها من جهة أخرى ، فقد احتوت على استهزاء بالقرآن الكريم وقبح في الاستعمال لآياته في غير موضعها ، ولو عقل أولئك الذين ينشرونها منزلة القرآن وقدَروا الله حقَّ قدْره لنزَّهوا كتاب الله أن يستعمل في حوار بين أجنبي فاجر يتغزل بجمال امرأة أجنبية عنه ويساومها على نفسها ! .
وإنَّ جعْل القرآن بدلاً من الكلام فيه انتقاص لكلام الله تعالى ، وإذا كان ذلك على وجه العموم ، بمعنى أنه يجعل القرآن مكان كلامه في أي شيء ، إذا قدر أن هذا يحدث في الواقع ، أو كان مستعملا في السياق الوارد في السؤال ونحوه : فلا يشك في تحريمه من يعظم القرآن في قلبه ؛ بل قد نص غير واحد من أهل العلم على تحريم استعمال القرآن بدلا من الكلام مطلقا .
قال الشيخ مصطفى الرحيباني – رحمه الله - :
( وحرُم جعل القرآن بدلا من الكلام مثل أن يرى رجلا جاء في وقته فيقول ! ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ! فلا ) يجوز أن ( يُستعمل ) القرآن ( في غير ما هو له ) لما فيه من التهاون وعدم المبالاة بتعظيمه واحترامه ، ( وقال الشيخ ) تقي الدين – أي : ابن تيمية - : ( إن قرأ عندما يناسبه فحسن كقول من دعي لذنب تاب منه : مَا يَكُونُ لَنَا أَن نَتَكَلَّم بِهَذا ! وكقوله عند إصابته ( وعند ) ما ( أهمَّه : إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلى الله ، و ) كقوله ( لمن استعجله : خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَل فهذا وأمثاله مما هو مناسب لمقتضى الحال جائز ؛ لأنه لا تنقيص فيه.
" مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى " ( 1 / 607 ) .
وهو الحكم نفسه الذي يقال في القصة المشهورة للمرأة التي أُطلق عليها " المتكلمة بالقرآن " .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
وقد سمعنا أن واحداً من الناس قال : أنا لن أتكلم بكلام الآدميين أبداً ، لا أتكلم إلا بكلام الله فإذا دخل إلى بيته وأراد من أهله أن يشتروا طعاماً قال : ( فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ ) الكهف/ 19 .
وقد قال أهل العلم : يحرم جعل القرآن بدلاً من الكلام ، وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب عن امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن ، وتعجب الناس الذين يخاطبونها ، فقال لهم من حولها : لها أربعون سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيغضب عليها الرحمن .
نقول : هي زلَّت الآن ! فالقرآن لا يُجعل بدلاً من الكلام ، لكن لا بأس أن يستشهد الإنسان بالآية على قضية وقعت ، كما يذكر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يخطب فخرج الحسن والحسين يمشيان ويعثران بثياب لهما فنزل فأخذهما ، وقال : ( صدق الله : ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) التغابن/ 15 .
فالاستشهاد بالآيات على الواقعة إذا كانت مطابقة تماماً لا بأس به .
" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 6 / 531 ) .
وأما الاقتباس المناسب من آيات القرآن في موضعه اللائق به في الكلام ، فقد سبق الكلام عنه وعن ضوابطه في جوابي السؤالين ( 127745 ) و ( 119673 ) .
ثانياً:
أما بخصوص ذلك الحوار المنتشر في المنتديات بكثرة – وللأسف – فهو قبيح للغاية ، ولا يشك في تحريمه أحدٌ شمَّ رائحة العلم ؛ ففي الحوار المزعوم : نظر محرَّم من الطرفين ، وطلب لمس المرأة ، ومساومة على الفاحشة بدفع ثمن مقابلها ، ثم لعن الذكور جميعاً ، وكل ذلك – وغيره من الأشياء المنكرة - استُدل عليه بآيات من كتاب الله تعالى ! أفيليق بمسلم عاقل أن يفرح لهذا الحوار وينشره في الآفاق وهو مشتمل على تسويق تلك المحرمات والمنكرات بآيات من كتاب الله تعالى ؟! .
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم - عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض – وفقه الله - :
أعوذ بالله من الخذلان ، هذا استهزاء واستخفاف بِكلام الله جلّ جلاله ، وهذا من اتِّخاذ آيات الله هزواً ، ولا يجوز نشر مثل هذا الباطل ، ولا الرضا به ، بل يجب إنكاره ، والبراءة منه .
http://www.khayma.com/da3wah/341.html
وعليه : فالواجب تحذير المواقع الإلكترونية من نشر تلك القصة الباطلة وما تحويه من مخالفة للشرع ظاهرة ، ويجب على المستطيع أن يُنكر على من نشر تلك القصة ، ويطلب منه حذفها وتحذير الناس منها ، مع بيان السبب الداعي لهذا ، وإذا تطوع أحد فنشر جوابنا هذا في تلك المواقع – التي يكون مسجِّلاً فيها - فيكون قد أحسن غاية الإحسان ، ويكون أبرأ ذمته .
والله أعلم


موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/150303

الجمعة، يوليو 22، 2011

ساعة الاجابة



" ان الذكرى تنفع المؤمنين "

(اجتهدوا بالدعاء لعلها ساعة الاجابة)

قال صلى الله عليه وسلم
(( يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ، منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أتاه الله إياه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر ))
صحيح الجامع،الألباني،ح8190

رجح العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد ان الساعة الاخيرة من نهار الجمعة هي ساعة الاجابة.

قصيدة الإمام ابن القيم فى الرد على النصارى

قصيدة الإمام ابن القيم  فى الرد على النصارى


أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُـؤَالٌ نُرِيـدُ جَوَابَـهُ مَّمِـنْ وَعَـاهُ

إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قـومٍ أمَاتُـوهُ فَمـا هـذَا الإِلـهُ؟

وَهَلْ أرضاه ما نَالُوهُ مِنْهُ؟ فبُشْرَاهمْ إذا نالُـوا رِضَـاهُ

وَإِنْ سَخِطَ الّذِى فَعَلُوهُ فيـه فَقُوَّتُهُـمْ إِذًا أوْهَـتْ قُـوَاهُ

وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ سَمِيعٍ يَسْتَجِيـبُ لَمِـنْ دَعَـاهُ؟

وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ، وَقَدْ عَلاَهُ

وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ يُدَبِّرهَا، وَقَـدْ سُمِـرَتْ يَـدَاهُ؟

وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ بِنَصْرِهِمُ، وَقَدْ سَمِعُوا بُكـاهُ؟

وكيف أطاقت الخشبات حملا لإله الحق مشدودا قفـاه؟

وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْـهِ حَتَّـى يُخَالِطَـهُ، وَيَلْحَقَـهُ أذَاهُ؟

وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِى عِدَاهُ وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَـاهُ؟

وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ أَمَ المُحْيى لَـهُ رَب سِـوَاهُ؟

وَيَا عَجَباً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْـنٌ قَـدْ حَـوَاهُ

أَقَامَ هُنَاكَ تِسْعاً مِنْ شُهُورٍ لَدَى الظُّلُمَاتِ مِنْ حَيْضٍ غِذَاهُ

وَشَقَّ الْفَرْجَ مَوْلُودًا صَغِيراً ضَعِيفاً، فَاتِحاً لِلثَّـدْى فَـاهُ

وَيَأْكُلُ، ثمَّ يَشْرَبُ، ثمَّ يَأْتِى بِلاَزِمِ ذَاكَ، هَلْ هـذَا إِلـهُ؟

تَعَالَى اللهُ عَنْ إِفْكِ النَّصَارَى سَيُسأَلُ كُلَّهُمْ عَمَّـا افْتـرَاهُ


أَعُبَّادَ الصَّلِيبِ، لأَى مَعْنِّى يُعَظمُ أوْ يُقَبَّـحُ مَـنْ رَمَـاهُ؟

وَهَلْ تَقْضِى العقولُ بِغَيْرِ كَسْرٍ وَإحْرَاقٍ لَهُ، وَلَمِنْ بَغَـاهُ؟

إِذَا رَكِبَ الإِلهُ عَلَيْهِ كُرْهاً وَقَـدْ شُـدَّتْ لِتَسْمِيـرٍ يَـدَاهُ

فَـذَاكَ المَركَبُ المَلْعُون حَـقاً فَـدُسْهُ لاَ تـبسـه إذْ تَرَاهُ

يُهَانُ عَلَيْهِ رَبُّ الْخَلقِ طُرا وتَعْبُدُهُ؟ فَإِنّـكَ مِـنْ عِـدَاهُ

فإِنْ عَظِّمْتَهُ مِنْ أَجْلِ أَنْ قَدْ حَوَى رَبَّ العِبَادِ، وَقَدْ عَـلاَهُ

وَقَدْ فُقِدَ الصَّلِيبُ، فإِنْ رَأَيْنَا لَـهُ شَكْـلاً تَذَكَّرْنَـا سَنَـاهُ

فَهَلاّ للقبورِ سَجَدْتَ طُرا لَضِّم القبرِ رَبّكَ فـى حَشَـاهُ؟


فَيَا عَبْدَ المِسيـحِ أَفِـقْ، فَهَـذَا بِدَايَتُـهُ، وَهـذَا مُنْتَهـاهُ.

التوحيد أولا يا عباد الله

التوحيد أول دعوة الرسل , و أول منازل الطريق, و أول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى
قال الله تعالى لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إلـه غيره
و قال هود لقومه اعبدوا الله مالكم من إلـه غيره
و قال صالح لقومه اعبدوا الله مالكم من إلـه غيره
و قال شعيب لقومه اعبدوا الله مالكم من إلـه غيره
فالتوحيد مفتاح دعوة الرسل, و لهذا قال النبي لرسوله معاذ ابن جبل و قد بعثه إلى اليمن: (( إنك تأتي قوما أهل كتاب, فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله و حده, فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله , فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في اليوم و الليلة ... )) و ذكر الحديث ( متفق عليه )
و قال - صلى الله عليه و سلم- (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله, و أن محمدا رسول الله )) متفق عليه
و لهذا كان الصحيح : أن أول واجب يجب على المكلف : شهادة أن لا إله إلا الله , لا النظر , و لا القصد إلى النظر , و لا الشك , كما هي أقوال أرباب الكلام المذموم.
فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام, و آخر ما يخرج به من الدنيا, كما قال النبي - صلى الله عليه و سلم- : (( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة )) ( أبو داود)
فهو أول واجب و آخر واجب , فالتوحيد أول الأمر و آخره .

مدارج السالكين  "المفاتيح الذهبية للسعادة الأبدية"
جمع " عمر العويضي"



" ان الذكرى تنفع المؤمنين "

قال صلى الله عليه وسلم
(( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، أضاء له من النور ما بين الجمعتين))
صحيح الجامع،الألباني،ح6470

قصة يَأجُوج ومَأجُوج

قصة يَأجُوج ومَأجُوج

من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أخبار الغيب والتسليم لذلك وعدم رده، ومما أخبر به صلى الله عليه وسلم: خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان، وهذه قصتهم:
أولا مما ورد في القرآن الكريم مع تفسير الآيات من سورة الكهف، ، ثم من بيان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،

وهذا حين الشروع في ذكر القصة، ومع تفسير آيات سورة الكهف (و -التفسير مأخوذ -باختصار- من تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي، وانظر تفسير الطبري وتفسير السعدي رحم الله الجميع.)

:

حكى الله قصة ذي القـرنـين حين بلغ مغرب الشمس ثم حين بلغ مطلع الشمس ثم قال :

]ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً {92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ[ وهما جبلان بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك ]وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً {93}[ أي لاستعجام كلامهم وبُعدهم عن الناس وقرئ (يُفقِهون) من أفقه إذا بان أي لا يُفقِهُونَ غيرَهم كلاما، وعلى القراءة الأولى: يعلمون، والقراءتان صحيحتان فلا هم يَفْقَهُون مِن غيرِهم ولا يُفقِهون غيرَهم ]قَالُوا يَا ذَا الْقَــرْنَيْــنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً [ أي أجرا عظيماً ]عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً {94}[ يعني أنهم أرادوا أن يجمعوا له من بينهم مالاً يعطونه إياه حتى يجعل بينه وبينهم سدا، فقال ذو ...............ن بعفة وديانة وصلاح وقصد للخير: ] قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ[ أي إنّ الّذي أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي من الّذي تجمعونه ]فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ[ قال ذو القرنــيـــن: الّذي أنا فيه خيرٌ من الّذي تبذلونه، ولكن ساعدوني بقوة؛ أي بعملكم وآلات البناء ]أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً {95} ءاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ[ والزُّبَر جمع زُبرة؛ وهي القطعة منه، وهي كاللبنة ]حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ[ أي وضع بعضه على بعض من الأساس حتى إذا حاذى به رؤوس الجبلين طولا وعرضاً ]قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً [ أي أُجّجَ عليه النار حتى صار كله نارا ] قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً {96}[ هو النحاس المذاب، وقيل الحديد المذاب ]فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً {97}[‏ إنهم ما قدروا على أن يصعدوا من فوق هذا السد ولا قدروا على نقبه من أسفله، ولما كان الظهور عليه أسهل من نقبه قابل كلاًّ بما يناسبه ]قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي[ أي لما بناه ذو القــرنـــين قال هذا رحمة من ربي؛ أي بالناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائلا يمنعهم من العيثِ في الأرض والفساد ]فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي[ أي إذا اقترب الوعد الحقّ ]جَعَلَهُ دَكَّاءَ[ أي ساواه بالأرض ]وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً {98} وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً {99}[ [سورة الكهف]





والآن مع بيان الرسول صلى الله عليه وسلم، والحديث ثابت مرفوعا من رواية:
1. النواس بن سمعان رضي الله عنه: عند مسلم (2137)
2. وأبي هريرة رضي الله عنه: رواه الترمذي وابن ماجه [صحيح موارد الظمآن (1601) الصحيحة (1734)].
3. وأبي سعيد الخدري رضي الله عنه: رواه ابن ماجه [صحيح موارد الظمآن (1602) الصحيحة (1793)].
4. وعبد الله بن مسعود موقوفا: رواه ابن أبي شيبة، وابن جرير في مواضع من تفسيره، والحاكم في المستدرك، وصحح سنده الألباني رحمه الله في الصحيحة (2/128 و129/تحت رقم: 583 و584) وهو وإن كان موقوفا فله حكم الرفع كما في المنهل الرقراق لسليم الهلالي ص62-63.
5. و جملة الحج عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند البخاري (1593).
تنبيه: قال ابن كثير رحمه الله: ولا يجوز الاعتماد ههنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب لما عندهم من الأحاديث المفتعلة، والله أعلم. اهـ تفسيره (4/424)
والشرح مأخوذ من:
1. شرح النووي على صحيح مسلم.
2. تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري
3. شرح ابن ماجه للهندي والسيوطي وحاشية السندي.
4. النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير.



:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنّ يأجوج ومأجوج يحفرونَ (وفي لفظ: ليحفرُنَّ السّدَّ) في كل يوم حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فسنَحْفِرُهُ (وفي لفظ: فستحفرونه) غداً، فيُعِيدُه اللهُ (وفي رواية: فيرجعون وهو) أشد ما كان (وفي رواية: كأمثل ما كان)، حتى إذا بَلَغَتْ مدتهم، وأرادَ اللهُ عز وجل أنْ يبعثَهم على الناس، حَفَروا حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمسِ، قالَ الذي عَليهِمْ: اِرْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غداً إن شاء الله تعالى! وَاسْتَثْنَوْا، فيعودونَ إليهِ وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناسِ، إذ أَوحىَ الُله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام: إني قد أخرجتُ (وفي لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي لا يَدانِ لأحدٍ بِقِتَالهم، فَحَرِّزْ (وفي لفظ: فَحَوِّزْ) عبادي إلى الطور. ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ فيَنْشِفُونَ الماءَ (وفي لفظ: فيستقون المياه)، ويتحصَّنُ (وفي لفظ: ويَفِرُّ) الناس منهم في حصونهم، وينحاز منهم المسلمون، حتى تصير بقيةُ المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويَضُمُّونَ إليهم مواشِيَهم، ويَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأرضِ؛ حَتىَّ إِنَّهمْ لَيَمُرُّونَ بِالنّهرِ فيَشْرَبُونَهُ، حَتىَّ مَا يَذَرونَ فِيهِ شَيئاً، حتّى إنّ بعضَهم لَيَمُرُّ بِذلكَ النَّهرِ، حتى يتركوه يَبساً حتى إن مَنْ بَعدَهُمْ ليَمُرُّ به فَيقولُ: قَد كانَ هَهُنَا مَاءٌ مرّةً!، فيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ على بُحيرة الطَّبَرِيَّةِ، فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويظهرون على الأرض، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخَمَرِ، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض هلمّ فلنقتُلْ من في السماء (وفي حديث أبي سعيد: حتى إذا لم يبقَ من الناس أحد إلا في حِصْنٍ أو مدينة؛ فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغناَ منهم، ولَنُنَازِلَنَّ أهل السماء) فيرمون بسهامِهمْ (وفي رواية: بنشوبهم) ، (وفي حديث أبي سعيد: حتى إنَّ أحدهم لَيَهُزُّ حَربَتَهُ) إلى السماء، فترجع عليها كهيئةِ الدم الذي اجْفَظَّ، للبلاء والفتنة، فيردّ الله عليه نشابهم مخضوبة دما، فيقولون: قَهَرْناَ أهلَ الأرضِ، وعَلَوْنا أهلَ السَّمَاءِ -قسوة وعلواًّ- (وفي حديث أبي سعيد: قد قتلنا أهلَ السماء)، ويُحصَرُ (وفي لفظ: ويَحضر) نبيُّ الله عِيسىَ وأصحابُه، حتى يكون رأسُ الثور لأحدِهم خيراً من مائة دينار لأحدِكمُ اليومَ. فيرغَبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابه إلى الله)، فيبعث الله نَغَفاً في أقفائِهم، (وفي حديث النواس: فيُرسِلُ الله علهيم النَّغَفَ في رقابِهم) (وفي حديث ابن مسعود: فتلجُ في أَسماعِهم ومَنَاخِرِهم) ، فيقتلهم بها، (وفي حديث النواس: فيصبحون فَرْسَى، كموت نَفْسٍ واحدةٍ) (وفي حديث أبي سعيد: فبينما هم كذلك، إذْ بَعَثَ اللهُ دوابَّ كنَغَفِ الجرادِ، فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد،(وفي لفظ: يبعث الله عز وجل دودا في أعناقهم، كنغَفِ الجراد (وفي لفظ: الجرار) الّذي يخرج في أعناقها، فيصبحون موتى)
يركب بعضهم بعضاً، فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حِساًّ، فيقولون: مَنْ رجلٌ يَشري نفسَهُ، وينظُرُ ما فَعَلوا؟! (وفي لفظ: ما فعل هؤلاء العدو؟) فينزِلُ منهم رجل قد وطَّنَ نفسَهُ على أنْ يقتلوه. فيجدُهم موتى بعضهم على بعض، فيناديهمْ: يا معشر المسلمين! ألا أبشروا؛ فإنَّ اللهَ قد كفاكم عدوَّكم ، فيخرج الناس مِنْ مَدَائِنِهِمْ وحُصُونِهِمْ وَيخْلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ (وفي لفظ: فَيَسْرَحون مَوَاشِيَهِم)، فما يكون لها رَعْيٌ إلا لحومهم. قال رسول الله صلىة الله عليه وسلم: "والّذي نفسي بيدِهِ! إنّ دوابَّ الأرضِ لتسمَنُ وتَبْطَرُ وَتَشْكَرُ شَكَراً من لحومهم ودمائِهم" ، (وفي حديث أبي سعيد: فَتَشْكَرُ عَلَيْهَا كَأَحْسَنِ مَا شَكَرَتْ مِنْ نَبَاتٍ أصابتهُ قَطُّ). (وفي حديث النواس: ثم يهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابُهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في الأرضِ موضع شِبْرٍ (وفي لفظ: بيتا) إلا مَلأَهُ زَهَمُهم ونَتْنُهم ودماؤُهم، فَيَرْغبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ سبحانه، فيُرسِلُ اللهُ طيراً كأعناق البُخت فتحملُهم فتطرحُهم حيث شاء الله عز وجل؛ بالمهبل، ويستوقِدُ المسلمون من قِسِيِّهِمْ ونُشَّابهم وجِعابِهِمْ (وفي لفظ: وأَترِسَتِهمْ) سبع سنين، ثم يرسل الله عليهم مطراً لا يَكُنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ أربعين يوماً، فيَغْسِلُ الأرضَ منهم حتى يتركها كالزَّلَفَةِ (أو قال:كالزلَقة) ثم يقال للأرض: أنبتي ثمَرَتَكِ ورُدِّي بركَتَكِ. فيومئِذٍ تأكلُ العصابةُ (وفي لفظ: النفر) مِنَ الرُّمّانةِ فتُشبِعُهم ويستظِلُّونَ بقِحْفِها، ويُبَارِكُ اللهُ في الرِّسلِ حتى أن اللَِّقحةَ منَ الإِبلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ منَ النَّاس،ِ واللَِّقحة من البقر لتكفي القبيلةَ من الناس، واللَِّقحة من الغنمِ لتكفي الفخْذَ من الناس (وعند أحمد: واللقحة من البقر تكفي الفخذ من الناس، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت )، ولَيُحَجَّنَّ البيتَ وليُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَاجوجَ وماجوجَ.
فبينما هم كذلك إذ بَعَثَ الله عز وجل عليهم ريحاً طيبةً فتأخذهم تحت آباطِهم فتقبضُ روحَ كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شِرارُ الناسِ يَتَهَارَجُون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعةُ.


شرح الألفاظ الغريبة:
-قوله: (قال الّذي عليهم)؛ أي الّذي هو أمير عليهم.
-قوله: (حتى إذا بَلَغَتْ مدتهم)؛ أي المدة الّتي قدرت لهم.
- قوله (لا يدان) بكسر النون تثنية يد أي: لا قدرة ولا طاقة، يقال: مالي بهذا الأمر يد، ومالي به يدان؛ لأنّ المباشرة والدفع إنما يكون باليد وكأن يديه معدومتان بعجزه عن دفعه.
-قوله: (فَحَرِّزْ)؛ أي ضمهم واجعله لهم حِرزا.
-قوله: (فَحَوِّزْ)؛ أي نحّهم وأزلهم عن طريقهم إلى الطور، وروي (حزب) بحاء وزاي وباء أي: اجمعهم.
-قوله: (كل حدَبٍ)؛ المكان المرتفع من الأرض
-قوله: (يَنسِلُونَ)؛ يمشون مسرعين.
-قوله: (الخَمَر)؛ الشجر الملتف الّذي يستر من فيه.
-قوله: (اجْفَظَّ)؛ أي ملأها.
-قوله: (وعَلَوْنا أهلَ السَّمَاءِ -قسوة وعلواًّ - )؛ أي يقولون هذا القول غلظة وفظاظة وتكبراً.
-قوله: (نَغَفاً)؛ دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
-قوله: (فيصبحون فَرْسَى)؛ أي قتلى؛ وزنا ومعنى، واحدهم فريس.
-قوله: (وتَبْطَرُ)؛ من البَطَر: النشاط والأشر.
-قوله: (وَتَشْكَرُ شَكَراً)؛ يقال: شكرت الناقة: امتلأ ضرعها لبنا، والدابة: سمنت.
-قوله: (زَهَمُهم ونَتْنُهم)؛ أي دسمهم ورائحتهم الكريهة.
-قوله: (كأعناق البُخت)؛ نوع من الإبل، أي طيرا أعناقهم في الطول والكبر كأعناق البُخت.
-قوله: (بالمهبل)؛ الهوة الذاهبة في الأرض. و في مسند الإمام أحمد: قال ابن جابر: فقلت يا أبا يزيد!: وأين المهبل؟ قال: مطلع الشمس.
-قوله: (قِسِيِّهِمْ)؛ جمع قوس.
-قوله: (نُشَّابهم)؛ أي من سهامهم.
-قوله: (جِعابِهِمْ)؛ جمع جَعْبة وهي ظرف النشاب.
-قوله: (أَترِسَتِهمْ)؛ جمع تِرس.
-قوله: (مطراً لا يَكُنُّ منه)؛ من كنيت الشيء أي سترته وصنته عن الشمس.
-قوله: (بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ)؛ أي لا يمنع من نزول الماء البيت المدر؛ وهو الطين الصلب، ولا وبر؛ وهو الشعر والصوف، والمراد تعميم بيوت أهل البدو والحضر.
-قوله: (كالزَّلَفَةِ أو قال:كالزلَقة)؛ قيل: كالمرآة، وقيل: الصحفة، وقيل: كالروضة، وقيل غير ذلك، والمراد أن الماء يعم جميع الأرض فينظفها حتى تصير بحيث يرى الرائي وجهه فيها. اهـ الفتح
-قوله: (العصابةُ)؛ الجماعة.
-قوله: (بقِحْفِها)؛ هو مقعر قشرها شبهها بقحف الرأس وهو الّذي فوق الدماغ.
-قوله: (الرِّسلِ)؛ هو اللبن.
-قوله: (اللَِّقحةَ)؛ هي القريبة العهد بالولادة.
-قوله: (الفِئَامَ)؛ الجماعة الكبيرة.
-قوله: (الفخْذَ)؛ الجماعة من الأقارب.
-قوله (ولَيُحَجَّنَّ البيتَ وليُعْتَمَرَنَّ): قال ابن حجر: زاد عبد بن حميد: ويغرسون النخل. اهـ الفتح
-قوله (ولَيُحَجَّنَّ البيتَ وليُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَاجوجَ وماجوجَ): قال ابن حجر رحمه الله: يظهر -والله أعلم- أنّ المراد بقوله: "ليحجن البيت" أي مكان البيت لما ثبت أن الحبشة إذا خربوه لم يعمر بعد ذلك. وقال ابن كثير رحمه الله: وقد ثبت أن عيسى بن مريم يحج البيت العتيق(ثم ساق هذا الحديث) تفسير ابن كثير (آية الأنبياء).
-قوله (يَتَهَارَجُون فيها تهارج الحمر): وفي رواية: الحمير، أي يجامع الرجل النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك، والهرج الجماع.




فائدة:
قال ابن العربي رحمه الله : في هذا الحديث ثلاث آيات:
الأولى: أنّ الله منعهم أنْ يوالوا الحفر ليلا ونهارا.
الثانية: مَنَعَهُمْ أنْ يحاولوا الرقي على السد بسُلّم أو آلة فلم يلهمهم ذلك ولا علَّمَهم إياه ويحتمل أن تكون أرضهم لا خشب فيها ولا آلات تصلح لذلك. قال ابن حجر: وهو مردود؛ فإنّ في خبرهم عند وهب في المبتدأ: أن لهم أشجارا وزروعا وغير ذلك من الآلات، فالأول أولى.
الثالثة: أنه صدهم عن أن يقولوا إن شاء الله حتى يجيء الوقت المحدود.
قال ابن حجر: وفيه أنّ فيهم أهل صناعة، وأهل ولاية وسلاطة، ورعية تطيع من فوقها.
وأنّ فيهم من يعرف الله ويقر بقدرته ومشيئته، ويحتمل أن تكون تلك الكلمة تجري على لسان ذلك الوالي من غير أن يعرف معناها فيحصل المقصود ببركتها.اهـ [فتح الباري 13/109.]
قال السفاريني رحمه الله: قلت: وأخل بالآية الرابعة وهي أعظمها وهي عود السد بعد الحفر -حتى إذا كادوا أن يروا شعاع الشمس- إلى أشد ما كان إلى أن يبلغ الكتاب أجله.[لوامع الأنوار البهية (2/120)]

هذا آخر المقصود، والحمد لله أولا وآخرا.

والله أعلم

ان أفضل أيامكم يوم الجمعة


(( ان الذكرى تنفع المؤمنين ))


قال صلى الله عليه وسلم 

(( ان أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق ادم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي. 
قالوا: وكيف تعرض عليك وقد أرَمْتَ؟ أي:بَليت. فقال: ان الله جل وعلا حرم على الأرض ان تأكل أجسامنا ))

صحيح الترغيب،الألباني،ح696

الخميس، يوليو 21، 2011

أفضل الصلوات



‏​"ان الذكرى تنفع المؤمنين"


قال صلى الله عليه وسلم 

أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة 

السلسلة الصحيحة،الألباني،ح1566

أجر صلاة العشاء والفجر في جماعة

(( إن الذكرى تنفع المؤمنين ))

قال صلى الله عليه وسلم

من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله

صحيح الترغيب،الالباني،ح٤١٥

ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم

من أقوال الشيخ السعدي رحمه الله
 
 
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي_رحمه الله_في تفسيره لسورة الحشر ءاية ]يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بماتعملون ** ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أؤلىك هم الفاسقون[ 18_19:
(وهذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد نفسه,وأنه ينبغي له أن يتفقدها,فإن رأى زللا تداركه بالإقلاع عنه,والتوبة النصوح,والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه,وإن رأى نفسه مقصرا في أمر من أوامر الله,بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه وإتقانه.
ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه ,وبين تقصيره,فإن ذلك يوجب له الحياء بلا محالة.
والحرمان كل الحرمان؛ أن يغفل العبد عن هذا الأمر,ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه,وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها, فلم ينجحوا ولم يحصلوا على طائل, بل أنساهم الله مصالح أنفسهم, وأغفلهم عن منافعها وفوائدها, فصار أمرهم فرطا, فرجعوا بخسارة في الدارين, وغبنوا غبنا لايمكنهم تداركه, ولايجبر كسره, لأنهم هم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة ربهم وأضعوا في معاصيه.
فهل يستوي من حافظ على تقوى الله ونظر لما قدم لغده, فاستحق جنات النعيم والعيش السليم, مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, ومن غفل عن ذكر الله ونسي حقوقه فشقي في الدنيا واستحق العذاب في الآخرة؟؟؟
فالأولون هم الفائزون, والأخرون هم الخاسرون ).
انتهى كلامه رحمه الله,, فهل من مشمر؟؟

غرفٌ في الجنة

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

 

( إن في الجنة غُرفاً يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام )

 

صحيح الترغيب،الألباني،ح947

الأربعاء، يوليو 20، 2011

فتوى فيما تظهره المرأة لأولادها

فتوى فيما تظهره المرأة لأولادها
فتوى رقم (20576)
س: أنا امرأة متزوجة ، أقوم أحيانا في منزلي بلبس الملابس الخفيفة التي تصف البشرة أو القصيرة التي تظهر إذا جلست ما فوق الركبة ، وذلك لتسهيل الحركة عند تأدية أعمال المنزل ، ولتخفيف شدة الحر ، وكذلك لأتزين أمام زوجي ، غير أن زوجي نصحني بعدم لبس تلك الملابس بسبب وجود أطفالنا الذي تتراوح أعمارهم من 3-9 سنوات ، خشية أن لا تزول المشاهد التي يروها الآن عن ذاكرتهم إذا كبروا ، لكنني لم أقبل نصيحته على أساس أن أطفالنا صغارا وكذلك لا يخشى عليهم الفتنة وحيث أن هذا الأمر قد شغل تفكيري ورغبة في أن أرضي ربي ولا أسخطه كتبت إليكم راجية تبيين الحكم الشرعي في ذلك والتوجيه بما ترون.
ج: يجب عليك طاعة زوجك بالمعروف ، ومن ذلك ما أمرك به من التستر والاحتشام عند أولادك ، حتى لا يعتادوا رؤية العورات و مفاتن النساء ، والذي يجوز كشفه للأولاد هو: ما جرت العادة بكشفه ، كالوجه والكفين والذراعين والقدمين ونحو ذلك. اللجنة الدائمة ج17 ص (296-297)

فتوى للعلامة الفوزان حفظه الله:
( لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها ، ولا تكشف عندهم إلاَّ ما جرت العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة ، وأن تلبس القصير عند زوجها فقط.
انظر كتاب (أكثر من1000جواب للمرأة) لخالد الحسينان.
6- فتوى في بيان متى تحتجب الفتاة؟
فتوى رقم (4470)
س3: أي سن يجب على الفتاة أن تلبس الحجاب وهل يجب أن نفرضه على التلميذات ولو كرهن ذلك؟
ج3: إذا بلغت البنت وجب عليها أن تلبس ما يستر عورتها ومنها الوجه والكفان سواء كانت تلميذة أم لا وعلى ولي أمرها أن يلزمها بذلك ولو كرهت ، وينبغي له أن يمرنها على ذلك قبل البلوغ حتى تتعوده ، ويكون من السهل عليها الامتثال. اللجنة الدائمة ج17 ص(220)
فتوى للعلامة العثيمين في حجاب الفتاة قال: (إذا بلغت البنت حداً تتعلق به نفوس الرجال وشهواتهم ، فإنها تحتجب دفعاً للفتنة والشر ، ويختلف هذا باختلاف النساء ، فإنَّ منهن من تكون سريعة النمو جيدة الشباب ، ومنهن من تكون بالعكس)
انظر كتاب (أكثر من (1000) جواب للمرأة) لخالد الحسينانها
فتوى رقم (20576)
س: أنا امرأة متزوجة ، أقوم أحيانا في منزلي بلبس الملابس الخفيفة التي تصف البشرة أو القصيرة التي تظهر إذا جلست ما فوق الركبة ، وذلك لتسهيل الحركة عند تأدية أعمال المنزل ، ولتخفيف شدة الحر ، وكذلك لأتزين أمام زوجي ، غير أن زوجي نصحني بعدم لبس تلك الملابس بسبب وجود أطفالنا الذي تتراوح أعمارهم من 3-9 سنوات ، خشية أن لا تزول المشاهد التي يروها الآن عن ذاكرتهم إذا كبروا ، لكنني لم أقبل نصيحته على أساس أن أطفالنا صغارا وكذلك لا يخشى عليهم الفتنة وحيث أن هذا الأمر قد شغل تفكيري ورغبة في أن أرضي ربي ولا أسخطه كتبت إليكم راجية تبيين الحكم الشرعي في ذلك والتوجيه بما ترون.
ج: يجب عليك طاعة زوجك بالمعروف ، ومن ذلك ما أمرك به من التستر والاحتشام عند أولادك ، حتى لا يعتادوا رؤية العورات و مفاتن النساء ، والذي يجوز كشفه للأولاد هو: ما جرت العادة بكشفه ، كالوجه والكفين والذراعين والقدمين ونحو ذلك. اللجنة الدائمة ج17 ص (296-297)

فتوى للعلامة الفوزان حفظه الله:
( لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها ومحارمها ، ولا تكشف عندهم إلاَّ ما جرت العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة ، وأن تلبس القصير عند زوجها فقط.
انظر كتاب (أكثر من1000جواب للمرأة) لخالد الحسينان.
6- فتوى في بيان متى تحتجب الفتاة؟
فتوى رقم (4470)
س3: أي سن يجب على الفتاة أن تلبس الحجاب وهل يجب أن نفرضه على التلميذات ولو كرهن ذلك؟
ج3: إذا بلغت البنت وجب عليها أن تلبس ما يستر عورتها ومنها الوجه والكفان سواء كانت تلميذة أم لا وعلى ولي أمرها أن يلزمها بذلك ولو كرهت ، وينبغي له أن يمرنها على ذلك قبل البلوغ حتى تتعوده ، ويكون من السهل عليها الامتثال. اللجنة الدائمة ج17 ص(220)
فتوى للعلامة العثيمين في حجاب الفتاة قال: (إذا بلغت البنت حداً تتعلق به نفوس الرجال وشهواتهم ، فإنها تحتجب دفعاً للفتنة والشر ، ويختلف هذا باختلاف النساء ، فإنَّ منهن من تكون سريعة النمو جيدة الشباب ، ومنهن من تكون بالعكس)
انظر كتاب (أكثر من (1000) جواب للمرأة) لخالد الحسينان

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More