Featured Video

الاثنين، يناير 23، 2012

موعظة جميلة

"لو أن القلوب سليمةٌ ***  لتقطعت أسفاً من الحرمان"

موعظة بليغة لفضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى


٥ دقائق فقط

الأحد، يناير 22، 2012

طلب الدعاء على فعل الخير.


​” أحيانا نتصدق على فقير أو مسكين أو نقدم لأحد أية خدمة أو مساعدة أو حاجة ونقول:خذ هذه وادعو لي، أو نقول له: ما نريد منك إلا الدعاء.

هل تدري ان ذلك يفوت عليك شيئا من الأجر ؟

قال تعالى :"ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا . إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا "

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ من طلب من الفقراء الثناء أو الدعاء، فقد خرج من هذه الآية.

ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول لمن ارسلته:
" اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعوا لهم بمثل ما دعوا، ويبقى أجرنا على الله "

مجموع الفتاوى 11/11.

الاثنين، يناير 16، 2012

سلسلة الدروس اليومية (8)

الــــ(8)ـــدرس

 

(( باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ))

 

* وقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أولئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُوْن).

* عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). أخرجاه "أي البخاري ومسلم"

* ولهما في حديث عتبان: (فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله).

 

(من كتاب " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " للعلامة محمد بن سليمان التميمي رحمه الله)

كنوزٌ لِم لا تُغتنم

قال صلى الله عليه وسلم

 

(( من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات ، كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة ))

 

صحيح الجامع،الالباني،ح6026

الأحد، يناير 15، 2012

عتق رقاب فاغتنمه

قال صلى الله عليه وسلم‬‬

(( من قال " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير " عشر مراتٍ، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل‬‬ )) 

صحيح الترغيب،الألباني،ح1534‬‬ 

الأربعاء، يناير 11، 2012

من اذكار النوم


" ان الذكرى تنفع المؤمنين "

(( كان صلى الله عليه وسلم إذا نام وضع يده اليمنى تحت خده وقال: اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ))

صحيح الجامع،الألباني،ح4790

الثلاثاء، يناير 10، 2012

من فضائل السواك

قال صلى الله عليه وسلم

 

" طيِّبوا أفواهكم بالسِّواك فإنها طُرُقُ القرآن "

 

صحيح الجامع،الألباني،ح3939

 

(نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا)

(نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ." رواه البخاري 2267 ومسلم 4676 قال العلامة السعدي (رحمه الله):كلاماً نفيساً في تفسير وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( الأنعام 129) كذلك من سنتنا أن نولي كل ظالم ظالما مثله، يؤزه إلى الشر ويحثه عليه، ويزهده في الخير وينفره عنه، وذلك من عقوبات الله العظيمة الشنيع أثرها، البليغ خطرها. والذنب ذنب الظالم، فهو الذي أدخل الضرر على نفسه، وعلى نفسه جنى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ } ومن ذلك، أن العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم،ومنْعهم الحقوق الواجبة، ولَّى عليهم ظلمة، يسومونهم سوء العذاب، ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله، وحقوق عباده، على وجه غير مأجورين فيه ولا محتسبين. كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا، أصلح الله رعاتهم، وجعلهم أئمة عدل وإنصاف، لا ولاة ظلم واعتساف. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

الاثنين، يناير 09، 2012

سلسلة الدروس اليومية (7)

الــــ(7)ـــدرس

 

 (تابع المسائل الـ 24 الواردة حديث معاذ بن جبل)

 

* الثامنة عشرة: الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله.

* التاسعة عشرة: قول المسؤول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم.

* العشرون: جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض.

* الحادية والعشرون: تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الإرداف عليه.

* الثانية والعشرون: جواز الإرداف على الدابة.

* الثالثة والعشرون: فضيلة معاذ بن جبل.

* الرابعة والعشرون: عظم شأن هذه المسألة.

 

(من كتاب " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " للعلامة محمد بن سليمان التميمي رحمه الله)

الله الله فيها

قال صلى الله عليه وسلم

(( أتاني جبريل عليه السلام من عند الله تبارك وتعالى فقال : يا محمد إن الله عز وجل قال لك : إني قد فرضت على أمتك خمس صلوات , من وافاهنَّ على وضوئهنّ ومواقيتهنّ وسجودهنّ فإن له عندي بهنّ عهداً أن أدخله بهن الجنة , ومن لقيني قد أنقص من ذلك شيئاً فليس له عندي عهد , إن شئت عذبته , وإن شئت رحمته ))

السلسلة الصحيحة،الالباني،ح٨٤٢

الأحد، يناير 08، 2012

سلسلة الدروس اليومية (6)

الــــ(6)ـــدرس

 

 (تابع المسائل الـ 24 الواردة حديث معاذ بن جبل)

 

* الثانية عشرة: التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته.

* الثالثة عشرة: معرفة حق الله تعالى علينا.

* الرابعة عشرة: معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه.

* الخامسة عشرة: أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة.

* السادسة عشرة: جواز كتمان العلم للمصلحة.

* السابعة عشرة: استحباب بشارة المسلم بما يسره. 

 

(من كتاب " كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " للعلامة محمد بن سليمان التميمي رحمه الله)

 

السبت، يناير 07، 2012

احبُّ عباد الله

(( عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال : كُنا جُلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنما على رؤوسنا الطير ، ما يتكلم منا متكلم ، إذ جاءه أناسٌ فقالوا : من أحب عبادِ الله إلى الله تعلى؟ قال " أحسنهم خُلقاً " ))

 

صحيح الترغيب،الألباني،ح2652

 

غراس الجنة

‏​‏​قال صلى الله عليه وسلم

(( لقيتُ إبراهيم ليلة أُسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، و أنها قيعان، غراسها " سبحان الله، و الحمد لله، ولا إله إلا الله، و الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله " ))

 السلسلة الصحيحة،الألباني،ح105

الثلاثاء، يناير 03، 2012

أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه ‏( ابن القيم)

أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه ‏( ابن القيم)

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
وها هنا للعبد أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه:

أحدها: المشهد الذي ذكره الشيخ رحمه الله وهو مشهد القدر
وأن ما جرى عليه بمشيئة الله وقضائه وقدره، فيراه كالتأذي بالحر والبرد والمرض والألم وهبوب الرياح وانقطاع الأمطار، فإن الكل أوجبته مشيئة الله، فما شاء الله كان ووجب وجوده، وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده، وإذا شهد هذا، استراح وعلم أنه كائن لا محالة فما للجزع منه وجه وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت.

فصل المشهد الثاني: مشهد الصبر
فيشهده ويشهد وجوبه وحسن عاقبته وجزاء أهله وما يترتب عليه من الغبطة والسرور ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام، فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة، وعلم أنه إن لم يصبر اختياراً على هذا وهو محمود، صبر اضطراراً على أكبر منه وهو مذموم.

فصل المشهد الثالث: مشهد العفو والصفح والحلم
فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته، لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل.
هذا وفي الصفح والعفو والحلم من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام، ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.

فصل المشهد الرابع: مشهد الرضى
وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة، سيّما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله، فإذا كان ما أصيب به في الله وفي مرضاته ومحبته، رضيت بما نالها في الله.
وهذا شأن كل محب صادق يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره، ومتى تسخّط به وتشكّى منه كان ذلك دليلاً على كذبه في محبته، والواقع شاهد بذلك، والمحب الصادق كما قيل:
من أجلك جعلت خدّي أرضاً للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذي الشأن.

فصل المشهد الخامس: مشهد الإحسان
وهو أرفع مما قبله وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان فيحسن إليه كلما أساء هو إليه، ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه وأنه قد أهدى إليه حسناته ومحاها من صحيفته وأثبتها في صحيفة من أساء إليه، فينبغي لك أن تشكره وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك.
وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب، وهذا المسكين قد وهبك حسناته فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها لتثبت الهبة وتأمن رجوع الواهب فيها، وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم وأهل العزائم .
ويهوّنه عليك أيضاً: علمك بأن الجزاء من جنس العمل فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه وأحسنت إليه مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلّك، فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك، يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك، فهذا لابد منه، وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها.

فصل المشهد السادس: مشهد السلامة وبرد القلب
وهذا مشهد شريف جداً لمن عرفه وذاق حلاوته وهو أن لا يشتغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره وشفاء نفسه، بل يفرغ قلبه من ذلك ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له وألذ وأطيب وأعون على مصالحه، فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده وخير له منه، فيكون بذلك مغبوناً، والرشيد لا يرضى بذلك ويرى أنه من تصرفات السفيه، فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس وإعمال الفكر في إدراك الانتقام؟!

فصل المشهد السابع: مشهد الأمن
فإنه إذا ترك المقابلة والانتقام أمِن ما هو شر من ذلك، وإذا انتقم واقعه الخوف ولا بد، فإن ذلك يزرع العداوة، والعاقل لا يأمن عدوه ولو كان حقيراً فكم من حقير أردى عدوه الكبير، فإذا غفر ولم ينتقم ولم يقابل، أمِن من تولد العداوة أو زيادتها ولابد أن عفوه وحلمه وصفحه يكسر عنه شوكة عدوه ويكف من جزعه بعكس الانتقام، والواقع شاهد بذلك أيضاً.

فصل المشهد الثامن: مشهد الجهاد
وهو أن يشهد تولد أذى الناس له من جهاده في سبيل الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة دين الله وإعلاء كلماته.
وصاحب هذا المقام قد اشترى الله منه نفسه وماله وعرضه بأعظم الثمن فإن أراد أن يسلم إليه الثمن فليسلم هو السلعة ليستحق ثمنها، فلا حق له على من آذاه ولا شيء له قبله إن كان قد رضي بعقد هذا التبايع فإنه قد وجب أجره على الله.
وهذا ثابت بالنص وإجماع الصحابة رضي الله عنهم ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين من سكنى مكة -أعزها الله- ولم يرد على أحد منهم داره ولا ماله الذي أخذه الكفار ولم يضمنهم دية من قتلوه في سبيل الله.
ولما عزم الصديق رضي الله عنه على تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين وأموالهم قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمشهد من الصحابة رضي الله عنهم: تلك دماء وأموال ذهبت في الله وأجورها على الله ولا دية لشهيد فأصفق الصحابة على قول عمر ووافقه عليه الصديق.
فمن قام لله حتى أوذي في الله: حرم الله عليه الانتقام كما قال لقمان لابنه: {يبُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } [لقمان:17]

فصل المشهد التاسع: مشهد النعمة
وذلك من وجوه أحدها: أن يشهد نعمة الله عليه في أن جعله مظلوماً يترقب النصر ولم يجعله ظالماً يترقب المقت والأخذ، فلو خيّر العاقل بين الحالتين ولابد من إحداهما، لاختار أن يكون مظلوماً.
ومنها: أن يشهد نعمة الله في التكفير بذلك من خطاياه فإنه ما أصاب المؤمن هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه، فذلك في الحقيقة دواء يستخرج به منه داء الخطايا والذنوب ومن رضي أن يلقى الله بأدوائه كلها وأسقامه ولم يداوه في الدنيا بدواء يوجب له الشفاء: فهو مغبون سفيه؛ فأذى الخلق لك كالدواء الكريه من الطبيب المشفق عليك فلا تنظر إلى مرارة الدواء وكراهته ومن كان على يديه وانظر إلى شفقة الطبيب الذي ركبه لك وبعثه إليك على يدي من نفعك بمضرته.
ومنها: أن يشهد كون تلك البلية أهون وأسهل من غيرها فإنه ما من محنة إلا وفوقها ما هو أقوى منها وأمرّ، فإن لم يكن فوقها محنة في البدن والمال فلينظر إلى سلامة دينه وإسلامه وتوحيده وأن كل مصيبة دون مصيبة الدين فهينة وأنها في الحقيقة نعمة والمصيبة الحقيقية مصيبة الدين.
ومنها: توفية أجرها وثوابها يوم الفقر والفاقة وفي بعض الآثار: أنه يتمنى أناس يوم القيامة لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء.
هذا وإن العبد ليشتد فرحه يوم القيامة بما له قِبَل الناس من الحقوق في المال والنفس والعرض، فالعاقل يعد هذا ذخراً ليوم الفقر والفاقة ولا يبطله بالانتقام الذي لا يجدي عليه شيئاً.

فصل المشهد العاشر: مشهد الأسوة
وهو مشهد شريف لطيف جداً، فإن العاقل اللبيب يرضى أن يكون له أسوة برسل الله وأنبيائه وأوليائه وخاصته من خلقه فإنهم أشد الخلق امتحاناً بالناس وأذى الناس إليهم أسرع من السيل في الحدور. ويكفي تدبر قصص الأنبياء عليهم السلام مع أممهم وشأن نبينا صلى الله عليه وسلم وأذى أعدائه له بما لم يؤذه من قبله.
وقد قال له ورقة بن نوفل: لتُكذّبن ولتُخرجن ولتُؤذين وقال له: ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وهذا مستمر في ورثته كما كان في مورثهم صلى الله عليه وسلم.
أفلا يرضى العبد أن يكون له أسوة بخيار خلق الله وخواص عباده: الأمثل فالأمثل ومن أحب معرفة ذلك فليقف على محن العلماء وأذى الجهّال لهم وقد صنف في ذلك ابن عبدالبر كتاباً سماه محن العلماء.

فصل المشهد الحادي عشر: مشهد التوحيد
وهو أجلّ المشاهد وأرفعها، فإذا امتلأ قلبه بمحبة الله والإخلاص له ومعاملته وإيثار مرضاته والتقرب إليه وقرة العين به والأنس به واطمأن إليه وسكن إليه واشتاق إلى لقائه واتخذه ولياً دون من سواه بحيث فوّض إليه أموره كلها ورضي به وبأقضيته وفنى بحبه وخوفه ورجائه وذكره والتوكل عليه عن كل ما سواه: فإنه لا يبقى في قلبه متسع لشهود أذى الناس له البتة، فضلاً عن أن يشتغل قلبه وفكره وسره بتطلب الانتقام والمقابلة.

فهذا لا يكون إلا من قلب ليس فيه ما يغنيه عن ذلك ويعوضه منه، فهو قلب جائع غير شبعان فإذا رأى أي طعام رآه هفت إليه نوازعه وانبعثت إليه دواعيه، وأما من امتلأ قلبه بأعلى الأغذية وأشرفها: فإنه لا يلتفت إلى ما دونها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More