Featured Video

الاثنين، يوليو 18، 2011

نِداءٌ عامٌّ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِ اللهِ الحَرَامِ ( 1343 هـ )


السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الخطابُ وقَّعَ عليهِ ستةَ عشرَ عالمًا من أهلِ مكَّة عام 1343 هـ
وقد نُشرَ هذا الخطابُ في جريدةِ ( أمِّ القُرى ) العددِالثامنِ و الثلاثين عام 1344 هـ ، ثمَّ أصدرتهُ الجريدةُ في كتابٍ بعُنْوَانِ
البيانُ فيما اتَّفَقَ عليهِ علماءُ مكَّةَ ونجدٍ من عقائدِ التَّوحيدِ )
4/3/1344 
هـ
وقد ضُمَّ إلى النداءِ خطابُ رئيسِ القضاءِ الشيخِ عبدِاللهِابن بُلَيْهِدٍ ، الذي ألقاهُ في الاجتماعِ المعقودِ بينَ عُلَماءِ مَكَّةَ وَعُلَماءِ نجدٍ رحمهمُ اللهُ جميعًا
ثم نشرتْهُ رِئَاسَةُ إِدَارَةِ الْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ والإِفْتَاءِ والدَّعوةِ والإِرْشَادِ عام 1398 هـ وضمَّت إليهِ بيانًا من عُلماءِ مَكَّة في ذِكرِ بَعْضِ المسَائلِ العَقَدِيَّةِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْها بَيْنَهُم ، كانَ قَد نُشِرَ في الْعَدَدِ الثَّاني مِن جَرِيْدَةِ أمِّالْقُرَى 15/5/1343
ثمَّ طَبَعَهُ وخرَّجَ أَحَادِيْثَهُ ( محمدُ بنُ عبدِالعزيزِ الأَحْمَدُ ) عام 1410 وطُبِعَ في كتيِّبٍ في دَارِ الْوَطَنِ بِالرِّيَاضِ .
و نقلتُ هَذهِ الرِّسَالةَ مِن طَبْعَتِهِ جَزَاهُ اللهُ خَيرًا
وَقَد ذَكَرَ تَرجمةً لكلِّ العلماءِ الذينَ وقَّعوا في آخرِالخطابِ 

ونقلتُهُ ليكونَ دَحْضًا لشُبُهاتِ الصُّوفيةِ القبوريَّةِ _ هَدَاهُمُ اللهُ _ الَّذِينَ يقولونَ إنَّ عُلَمَاءَ نجدٍ هُمُ الَّذِينَ يُكَفِّرونَ المُتَوسِّلِينَ بالأمواتِ دُوْنَ سِواهُم ، إلى آخِرِ تلكَ الأكاذيبِ التي لا تحتاجُ توضيحًا
وأظنُ كثيرًا من طَلَبَةِ العِلْمِ لا يَدْرُونَ عَنْهُ ؛ فَكَيْفَ مَن دُونَهُم ، وهُم لا يَحْتَاجُونَهُ لأنهُم واثقُونَ مِن دِينهِم وَعَقِيْدَتهِم ، ولَكِنْ لِيَكُونَ شَوْكةً في حُلُوقِ الصُّوفِيَّةِ القَبُوريَّةِ هَداهُمُ اللهُ أجمعينَ ، وأنقذهُم من بَرَاثِنِ الشِّركِ وَالمُشرِكِينَ

 

نِداءٌ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِ اللهِ الْحَرَامِ إِلى أُمَّتِنَاالْكَرِيْمَةِ وَشَعْبِنَا النَّبِيْلِ



السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ وبعدُ : 
فقد آن لنا أنْ نرفعَ صوتَ الحقِّ عاليًا ، في هذا الجوِ الهادىء الذي يُسْمعُ فيهِ صدى الحقّ بسائقِ قوله تعالى { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } 
وقوله تعالى { وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } 
وقولهِ صلى الله عليه وسلَّم (( الدِّين النصيحةُ . 
قالوا : لمن يا رسول الله ؟ 
قال : للهِ ، ولرسولهِ ، ولأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهِم )) 
وقولهِ : (( من عَلِمَ علمًا فكتمهُ أُلجمَ يومَ القيامةِ بلجامٍ من النَّار )) 
ونحنُ على يقينٍ من أنَّ وظيفَتَنَا هذه عظيمةٌ ، وموقِفَنَا أمامَ اللهِ أعظمُ ، وأنَّ هذه الحياةَ لا تزنُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ، ولا تغني عن الآخرةِ فتيلاً ، وأنتم عندنا كنَفسِنَا التي بينَ جنْبَيْنَا ، نُحِبُّ لكم من الخيرِ ما نحبهُ لها ، ونبغضُ لكم من الشرِّ ما نبغضُ لها .
لذا لا نُلْقِي عَلَيْكُم إلاَّ ما نَدِيْنُ اللهَ بِهِ ، ونعتقدهُ حقّاً صُراحًا لا مراءَ فيهِ ، لنبرأَ إلى اللهِ بأداءِ ما علِمْناَ ، غيرَ مكرهينَ ولا مدفوعينَ بغرضٍ شخصيٍّ ، وإنَّمَا الحقُّ أحقُّ أنْ يتبعَ ، وفيبَلاغِنَا هذا ذِكرَى للذَّاكرينَ ، وهُدى للمُستَبصِرِينَ ، واللهُ يتولى هُدانا أجمعينَ . 
الحمدُ لله الذي هَدانا لهذا ومَا كنَّا لِنَهْتَديَ لولا أنْ هَدانا اللهُ ، لَقَدْ جاءت رُسُلُ رَبِنَا بالحقِّ ، لا يمكنُ أن تُلحقَ ، وعلى آلهِوصحبهِ الدَّاعينَ إلى طريقِ الحقِّ صلاةً وسلامًا دائمينِ مُتَلازِمَينِ مَا اللَّيلُ غسقَ والقمرُ اتسقَ . 
أمَّا بعدُ : 
1- فإنَّا نعتقدُ أنَّ اللهَ واحدٌ في ربوبيتهِ ، واحدٌ في ألوهيتهِ ، واحدٌ في أسمائهِ وصفاتهِ . 
فلا خالقَ ولا رازقَ ولا محييَ ولا مميتَ ولا مدبِّر للأمورِ سواهُ ، ولا معبودَ بحقٍّ في الوجودِ إلاَّ هو ، وهذا معنى ( لا إله إلاَّ الله ) ، لهُ الأسماءُ الحسنى والصِّفاتُ العُليا ، كما أثبَتَها لنفسهِ في كتابهِ ، وعلى لسانِ رسولهِ ، بِلاَ تكييفٍ ، ولا تحريفٍ ، ولا تمثيلٍ ، ولا تعطيلٍ . 
وأنَّ الله تعالى فوقَ سماواتهِ ، على عرشهِ ، عَلا على خلقهِ ، وهوَ سُبحَانهُ مَعَهُم إينما كانوا ، يعلمُ ما هم عَامِلون ، قال تعالى { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } 
وقال تعالى { أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ( 16 ) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } 
وقال تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } 
قال فيها مالك : الاستواءُ معلومٌ ، والكيفُ مجهولٌ ، والإيمانُ واجبٌ ، والسؤالُ عنهُ بدعةٌ . 
وقال صلى الله عليه وسلَّم للجارية : أينَ اللهُ ؟ 
فقالت : في السَّماءِ . 
قال : من أنا ؟ 
قالت : أنتَ رسولُ اللهِ . 
قال : أعتقها فإنَّها مؤمنةٌ . 
ونعوذُ باللهِ من أن نظنَّ أنَّ السَّماء تُقلُّه أو تظلُّه ، فهو الذي يمسكُ السماواتِ والأرضَ أن تزولا ، وقد وسعَ كرسيهُ السماواتِ والأرضَ ولا يؤودهُ حفظهما وهو العلي العظيم . 

2- ونعتقدُ أنَّ عبادةَ غير اللهِ شركٌ أكبرٌ ، وأنَّ دعاءَ غير اللهِ من الأمواتِ والغائبينَ ، وحبَّه كحبِّ اللهِ ، ورجاءَهُ ، ونحوَ ذلك شِرْكٌ أكبر 
، وسواءٌ دعاهُ دعاءَ عبادةٍ ، أو دعاءَ استغاثةٍ في شدَّةٍ أو رخاءٍ ، فإنَّ الدعاء مخُّ العبادةِ ، وسواءٌ دعاهُ لجلبِ نفعٍ أو دفعِ الضُّرِّ ، أو دعاهُ لطلبِ الشَّفاعةِ ، أو ليقرِّبهُ إلى الله ، أو دعاهُ تقليدًا لآبائهِ أو أَسْلاَفِهِ ، أو لِغَيْرِهِم . 
والأدلَّة على ذلك في كتاب الله كثيرةٌ جدّاً منها قوله تعالى { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } .

3- وأنَّ أعتقادَ أنَّ لشيءٍ من الأشياءِ سُلطانًا على ما خرجَ من قدرةِ المخلوقينَ شركٌ أكبر . 

4- وأنَّ من عظَّمَ غيرَ اللهِ مستعينًا به فيما لا يقدرُ عليه إلاَّ الله ، كالاستنصارِ في الحربِ بغير قوَّة الجيوشِ ، والاستشفاءِ من الأمراضِ بغير الأدويةِ التي هَدانا اللهُ لها ، والاستغاثةِ علىالسَّعادةِ الأُخرَوِيَّةِ أو الدُّنْيَويِّةِ بغير الطُّرقِ والسُّنَنِ التيشَرَعَها اللهُ لنَا يُكونُ شِركًا أكبر .

5- وأنَّ الشَّفاعة مُلكٌ للَّهِ وحدهُ ، ولا تكونُ إلاَّ لمن أذنَ لهُ { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ، ولا يرضى الله إلاَّ عمَّن اتَّبع رسله ، فنطلُبَهَا مِن اللهِ مَالِكِها ، فنقول ( اللهُمَّ شفِّع فينا نبيَّكَ ) مثلا ، ولا نقول ( يا رسولَ اللهِ اشفَعْ لَنَا ) ، فذلكَ لم يردْ بهِ كتابٌ ولا سنَّةٌ ولا عملُ سلفٍ ، ولا صَدَر ممَّن يوثقُ بِهِ مِن المسلمينَ ، فنبرأُ إلى اللهِ أنْ نتخِذَ واسطةً تُقرِّبُنا إلى الله ، أو تشفعُ لنا عندهُ ، فنكونَ ممَّن قال الله فيهم ، وقد أقرُّوا بربوبيتهِ ، وأشركوا بعبادتهِ { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ } ، وحكى عنهم { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } ، أو نكونَ ممَّن قلَّدوا آباءهم في أصلِ الدِّينِ ، فكانوا أضلَّ من الأنعامِ ، وهم الذينَ قال الله فيهم { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } ، فوَصَفهم بقوله { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } إِذْ عطَّلوا تلك المواهبِ التي أُودِعَتْ فيهم ، ولو تخلّوا بأنفسهم برهةً أطلقوا فيها لتلك المواهبِ سَرَاحَهَا لأدركتْ من آياتِ الله ما يرشدهم إلى سواء السبيل . 

6- ونتوسلُ إلى اللهِ : أي نتقرَّبُ إليهِ بطاعتهِ ، وهو معنى الوسيلةِ في القرآنِ ، ونطلبُ الوسيلةَ لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم كما ورد في الحديث الصَّحيح : (( من قال حين يسمع النِّداء : اللهمَّ ربَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ القائمةِ ، آتِ محمَّدًا الوسيلة والفضيلة ، وابعثهُ المقام َ المحمودَ الَّذي وعدته ، إنَّك لا تخلف الميعاد َ، حلَّت له شفاعتي )) ، وورد تفسيرُ هذه الوسيلةِ في حديث (( سلوا الله لي الوسيلةَ ، فإنَّها درجةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلاَّ لعبدٍ من عبادِ اللهِ ، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد )) 
وأمَّا التوسلُ بالنَّبي صلى الله عليه وسلَّم في قول عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه (( اللَّهُمَّ إنَّا كنَّا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا فتسقيَنا ، وإنَّا نتوسلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا )) فتوسُّلٌ بِدُعَائِهِ ، وهذا خاصٌّ بحالِ حَيَاتهِ ، ولِهَذا عَدلَ عمر رضي الله عنهُ بعدَ مماتهِ إلى التَّوسُّلِ بِدُعاءِ عمِّهِ العبَّاس .
والتَّوسُّل بالنبي صلى الله عليه وسلَّم يومَ القيامةِ يكونُ بشفاعتهِ ، وأمَّا التوسلُ بمعنىً غَير ذلكَ فليسَ بشرعيٍّ .

7- وزيارتنَا القبورَ دعاءٌ للموتى ، وادِّكارٌ للآخرةِ ، وحسبُنا أن نُلقيَ عليكم ما كان النبي صلى الله عليه وسلَّم يعلِّمه أصحابه ليقولوه إذا زاروا القبورَ : (( السَّلام عليكم أهل الدِّيارِ من المؤمنينَ والمسلمينَ ، وإنَّا إن شاءَ اللهُ بكم لاحقونَ ، ويرحمُ اللهُ المستقدمينَ منَّا ومنكم والمستأخرينَ ، نسألُ اللهَ لنا ولكم العافيةَ ، اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنَّا بعدهم )) . 
واعلموا أنَّ زيارة القبور على ثلاثة أنواعٍ : شرعيَّةٍ ، وبدعيَّةٍ ، وشركيَّةٍ .
فالشَّرعيَّةُ : هي التي يُقصدُ بها تذكّرُ الآخرة ،والدُّعاء للميِّت ، واتِّباع السُّنَّة . 
والبدعيَّةُ : هي التي يُقصدُ بها عبادة الله عند القبور ، كما يفعله جهلة النَّاس ، لظنِّهم أنَّ للعبادة عندها مزيَّة على العبادةِ في المساجدِ التي هي أحبُّ البقاعِ إلى الله ، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلَّم في عِدَّة أحاديثٍ النَّهيُ عن الصَّلاة عند القبورِ ، واتِّخاذها مساجد . 
والشِّركيَّةُ : هي التي يُقصدُ منها تعظيمُ القبور ودعاؤها ، أو الذَّبحُ لها ، أو النَّذرُ لها ، أو غير ذلك من العبادات التي لا تصلح إلاَّ للهِ ، فهذهِ حقيقةُ الشِّركِ ، والأدلَّةُ عليها كثيرةٌ جدّاً وقد تقدم بعضها . 

8- والبناء على القبورِ بدعةٌ ، وقد أَرسلَ النبيُ صلى الله عليه وسلَّم عليَ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه ، فأمرهُ أن لا يدعَ قبرامشرفا إلاَّ سوَّاه بالأرض ، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي الهيَّاج الأسدي إنَّه قال : قال لي علي بن ابي طالب رضي الله عنه : إنِّي لأبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (( أنْ لا تدعَ تمثالاً إلاَّ طمستهُ ، ولا قبرا مشرفا إلاَّسوَّيتهُ )) .

9- والحَلِف بغيرِ اللهِ منهيٌّ عنهُ ، ويكفي أن نسردَ عليكم شيئًا مما وردَ فيهِ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (( من حلف بغير الله فقد أشرك )) وفي لفظ (( فقد كفر )) 
وقال صلى الله عليه وسلَّم (( من كان حالفا فليحلف بالله )) 
وقال عليه السَّلام (( لا تحلفوا بآبائكم ، فإنَّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم )) 
فليحذرِ الذينَ يخالفونَ عن أمرهِ أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم . 

10 – ونعتقدُ أنَّ أفضلَ المخلوقينَ وأكملَهم نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم ، وقد وصفهُ الله بالعبوديَّةِ في أشرفِ المقاماتِ ، وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلَّم أنَّه قال (( ما أحبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله )) ، وورد (( لا تُطروني كما أطرتِ النَّصارى ابن مريم ، إنَّما انا عبدُ الله ورسوله )) .

11- والإيمان قولٌ وعملٌ ، قولُ القلبِ واللِّسانِ ، وعملُ القلبِ والجوارحِ ، يزيدُ بالطَّاعةِ وينقصُ بالمعصيةِ . 

12- ولا نكفِّرُ أحدًا من أهلِ القبلةِ بمجردِ المعصيةِ ، ولا نسلبُ الفاسقَ المليَّ اسمَ الإيمانِ بالكليَّةِ ، ولا نخلِّدَهُ في النَّارِ كما تقُولُ المعتزلةُ ، ولا نكفِّرَهُ بالكبائرٍ كما تقول الخوارِجُ ، وإنَّما نقول : هو مؤمنٌ بإيمانهِ فاسقٌ بكبيرتهِ . 

13- والأمر بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ على ما جاءت بِهِ الشريعةُ واجبٌ .

14- ونعتقدُ إقامةَ الحجِ والجهادِ والجُمَعِ والأعيادِ مع الأمراءِ أبرارًا كانوا أو فجَّارا .

15- ونَدِيْنُ بالسَّمعِ والطَّاعةِ لهم في غيرِ معصيةٍ ، عَدَلُوا أوجَارُوا مَا أقامُوا الصَّلاة . 

16- ونحافظُ على الجماعةِ .

17- ونَدِيْنُ بالنُّصْحِ للأئمةِ خاصَّةً ، وللأمةِ عامَّةً ، ونبرأُ إلى اللهِ من طريقِ الخوارجِ والمعتزلةِ ، الذينَ يرونَ الخروجَ على الأئمةِ بمجردِ الجورِ والمعصيةِ . 

فهذا الذي نَدِيْنُ اللهَ بهِ ، ونعتقِدُهُ ، وندعُوكُم إليِهِ ، وحَسْبُنَا فيهِ كتابُ اللهِ ، وسنَّةُ رسولِهِ صلى الله عليه وسلَّم ، وسلفُ الأمَّةِ الذينَ شهدَ لهم رسولُ اللهِ بالخيرِ ، قال صلى الله عليه وسلَّم : (( تركتُ فيكم ما إن تمسكتُم بهِ لَنْ تضلّوا ، كتابَ اللهِ ، وسنَّتي )) .
وقال : (( خيرُ القرونِ قرني ، ثَّم الذين يلونَهُم ، ثم الذين يلونَهُم )) . 
فتمسَّكوا بدينكم ، فهذا زمانٌ القابضُ فيه على دينهِ كالقابضِ على الجمرِ ، زهيت فيه الحياة بزخرفها ، وثَملَتِ النَّاسبشهوتها ، وكثُر الدَّخيل في الإسلامِ ، وأُوقع في القلوب الضَّعيفة ما أُوقع من الأوهام ، وتحققَ فيه قولُ ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه : 
(( 
كيفَ أنتم إذا لَبِسَتْكُم فتنةٌ ، يربوا فيها الصَّغيرُ ، ويَهْرَمُ عليها الكبيرُ ، وتُتَّخذُ سنَّةً يجري عليها النَّاس ، فإذا غُيِّرَ منها شيءٌ قيل : غُيِّرَتِ السُّنَّة )) 
قيل : متى ؟
قال : (( إذا كثر قراؤكم ، وقلَّ فقهاؤكم ، وكثُرت أموالكم ، وقلَّ أُوماناؤكم ، وتُعُلِّمَ لغير الدِّين )) . 
ومعلوم أنَّه كلما تقادمَ عهدُ أُمَّة بنبيِّها ، ألقى الشَّيطانُ في أفرادِهَا تعاليم تُظَنُّ فيما بعدُ أنَّها من الدِّينِ ، والدِّينُ منها براءٌ ، يُريدُ بذلكَ ، إماتةَ السُّنَّة ، وطمسَ معالمها . 
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم خطّاً بيدهِ ، ثمَّ قال : (( هذا صِراطُ الله مُستقيمًا )) ثُمَّ خطَّ خطوطاً عن يمينِ ذلك الخطِّ وعن شمالهِ ، ثمَّ قال : (( هذه السُّبُل ، ليس فيها سبيلٌ إلاّ عليه شيْطان يدعو إليه )) ثمَّ قرأ { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } 
وقال صلى الله عليه وسلَّم : (( عليكم بسنَّتي وسُنَّة الخلفاءالراشدين المهدييِّن من بعدي ، تمسَّكوا بها ، وعضّوا عليها بالنواجذِ ، وإيَّاكم ومحدثاتِ الأمورِ ، فإنَّ كلَّ بدعة في النَّار )) 
وورد عنه صلى الله عليه وسلَّم : (( أن أمَّته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقةً كلَّها في النَّار إلاَّ واحدة )) ، وفي حديث عنه أنَّه قال : (( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) .
وقال صلى الله عليه وسلَّم : (( لا تزال طائفة من أمتي على الحقِّ ظاهرين لا يضُرُّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقومَ السَّاعةُ )) 
نسْألُ الله أن يجعلنا منهم ، وأن لا يزيغَ قلوبنا بعد إذ هَدَانا ، ويهبَ لنا من لدُنهُ رحمةً ، إنَّهُ على مَا يشاءُ قديرٌ ، وصلى الله على سيِّدِنا محمَّدٍ النَّبيِّ الأميِّ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ . 


أسماء الموقعين مرتبين ترتيبا هجائيا : 
1- 
أبو بكر بن محمد خوقير 
2- 
حسين عبدالغني 
3- 
حسين مكي الكتبي 
4- 
درويش عجيمي 
5- 
سعد وقَّاص البخاري 
6- 
عبَّاس المالكي 
7- 
عبدالقادر أبو الخير مرداد 
8- 
عبدالله بن إبراهيم حمدوه 
9- 
عيسى دهَّان 
10- 
محمد أمين فودة 
11- 
محمد جمال المالكي 
12- 
محمد سعيد أبو الخير 
13- 
محمد عبدالهادي كتبي 
14- 
محمد عرابي سجيني 
15- 
محمد المرزوقي 
16- 
محمد نور محمد الفطاني



نقله أخوكم 
خالد بن عمر الفقيه الغامدي

0 تعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More