Featured Video

الأحد، يونيو 19، 2011

سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فيما يستغفر ويتاب منه

سئل رحمه الله عن قوله‏ : ‏ ‏ما أصر من استغفر ، وإن عاد في اليوم والليلة سبعين مرة‏ ) ‏‏ . ‏ هل المراد ذكر الاستغفار باللفظ ‏؟‏ أو أنه إذا استغفر ينوي بالقلب أن لا يعود إلى الذنب ‏؟‏ وهل إذا تاب من الذنب ، وعزم بالقلب أن لا يعود إليه ، وأقام مدة ثم وقع فيه ، أفيكون ذلك الذنب القديم يضاف إلى الثاني ‏؟‏ أو يكون مغفورًا بالتوبة المتقدمة ‏؟‏ وهل التائب من شرب الخمر ولبس الحرير يشربه في الآخرة ‏؟‏ ويلبس الحرير في الآخرة ‏؟‏ والتوبة النصوح ما شرطها ‏؟

 

‏‏ . ‏ 
فأجاب‏ : ‏ الحمد لله‏ . ‏ بل المراد الاستغفار بالقلب مع اللسان ، فإن التائب من الذنب كمن
لا ذنب له ، كما في الحديث الآخر ‏ : ‏‏ ( ‏لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار‏ ) ‏ فإذا أصر على الصغيرة صارت كبيرة ، وإذا تاب منها غفرت‏ . ‏ قال تعالى‏ : ‏ ‏ { ‏وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ‏ } ‏‏ [ ‏آل عمران 135‏ ] ‏ الآية‏ . ‏ وإذا تاب توبة صحيحة غفرت ذنوبه ، فإن عاد إلى الذنب فعليه أن يتوب أيضًا‏ . ‏ وإذا تاب قبل الله توبته أيضًا‏ . ‏ 
وقد تنازع العلماء في التائب من الكفر‏ . ‏ إذا ارتد بعد إسلامه ثم تاب بعد الردة وأسلم ، هل يعود عمله الأول ‏؟‏ على قولين مبناهما أن الردة هل تحبط العمل مطلقا أو تحبطه بشرط الموت عليها ‏؟‏‏ . ‏

فمذهب أبي حنيفة ومالك أنها تحبطه مطلقا ، ومذهب الشافعي أنها تحبطه بشرط الموت عليها ، والردة ضد التوبة ، وليس من السيئات ما يمحو جميع الحسنات إلا الردة ، وقد قال تعالى‏ : ‏ ‏ { ‏تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا‏ } ‏ ‏ [ ‏التحريم 8‏ ] ‏‏ . ‏ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏ : ‏ ‏ { ‏تَوْبَةً نَّصُوحًا‏ } ‏ أن يتوب ثم لا يعود فهذه التوبة الواجبة التامة‏ . ‏ ومن تاب من شرب الخمر ولبس الحرير فإنه يلبس ذلك في الآخرة كما جاء في الحديث الصحيح ‏ : ‏‏ ( ‏من شرب الخمر ثم لم يتب منها حرمها‏ ) ‏‏ . ‏ وقد ذهب بعض الناس كبعض أصحاب أحمد‏ :
‏ إلى أنه لا يشربها مطلقًا وقد أخطئوا الصواب الذي عليه جمهور المسلمين‏ . ‏

0 تعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More