Featured Video

الجمعة، أكتوبر 07، 2011

بيعة منا غليظة ** تُعطى للقائد خليفة

بيعة منا غليظة ** تُعطى للقائد خليفة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[بقلم الشيخ عبدالله الكمالي]:

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصبحه أجمعين أما بعد :
فمع تتابع الفتن التي تعصف ببعض الدولة العربية ، ينبغي على كل مسلم صادق أن يرجع دائما ًوأبداً إلى المعين الصافي : كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على فهم القرون المتقدمة …
فكم والله في كلام الله عزوجل ، وكلام نبينا صلى الله عليه وسلم من حكم وفوائد التي لو فقهها المسلم خاصة في هذه الظروف والأزمات التي تمر بالبلدان العربية لارتاح راحة عظيمة…


وقبل أن أبدا بذكر شيء منها ، اذكر نفسي وإخواني بهذه الكلمات البديعات التي سطرها ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله تعالى :

” فسبحان الله كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص ، وبودهم أن لو لم ترد ، وكم من حرارة في أكبادهم منها ، وكم من شجى في حلوقهم منها ، ومن موردها “.

فإذا أردت رعاك الله أن تعرف قوة إيمانك :

فانظر إلى مسألة التسليم لنصوص الكتاب والسنة ، فمن اتبع ما ورد فيهما لقي الله وقد برئت ذمته بإذن الله عزوجل …والشر كل الشر في اتباع الهوى والإعراض عن الشرع المطهر…
لقد ذكَر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن وتتابعها في آخر الزمان ، بل وعظ الصحابة الكرام حتى وجلت قلوبهم وذرفت عيونهم لما ذكَر الفتن فسألوه أن يوصيهم بوصية جامعة مانعة ، فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
“أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة“.


فهذه هي الوصية النبوية العظيمة التي ينبغي علينا أن نتذكرها دائماً وأبداً خاصة في هذ الفتن العظيمة : التقوى والسمع والطاعة للحاكم والإمام …
وتأملوا رعاكم الله هذا الخبر العظيم الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه :
يكون بعدى أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنون بسنتى ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان إنس فقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟
قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع .
فهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم …
فهل يوجد كلام بعد كلامه ؟! بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .
فكيف لو كان الحاكم يحرص على العدل قدر الاستطاعة ، ويعطي الناس عطاء من لا يخشى الفاقة ، ويكرمهم ويجتهد في رحمة الرعية والرفق بهم ؟!


فهل يليق بالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يخالف هديه وسنته ؟

ويبدأ بالكلام والثلب لولاة الأمر في المنتديات والمدونات لأنه لم يُعط – من وجهة نظره الخاصة – شيئا من المناصب أو الكراسي أو غير ذلك …
إنني لا أدعي والله العصمة من الخطأ أو الزلل لولاة أمرنا في دولة الإمارات ، ولكن هل نتعامل مع الإصلاح بعيداً عن الهدي النبوي من خلال عبارات تساق سوقاً دون خطام أو زمام من الشرع المطهر ؟!

لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم طريقة نصح ولاة الأمر بكل جلاء ووضح فقال : من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له.

لذلك قال الحافظ علي بن خلف البربهاري رحمه الله في كتابه القيم : شرح السنة :

” وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى ، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله “.

وقال أيضا :

” ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه وإن جار وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي ذر الغفاري اصبر وإن كان عبدا حبشيا وقوله للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض وليس من السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين “.
ومن عجائب الأمور التي يُستغرب منها جداً أن البربهاري وهو صاحب هذ الكلمات العظيمة قد عاش مظلوما ًطريداً يريد السلطان أن يقتله ويفتك به … ومع هذا يقول هذه الكلمات العظيمة لأن الأمر دين … فدعوة الإصلاح إن لم تبن على الكتاب والسنة لا خير فيها …

وما أحوج الناس خاصة وهم يرون ما يجري في البلدان الأخرى إلى من يدعو إلى اجتماع الكلمة حول ولي الأمر ، وزيادة تعاضد وتكاتف الناس مع ولاة أمورهم ونبذ الفرقة والاختلاف…
وأما إذكاء هذه الفتن وتشجيع نزول الناس إلى الشارع فهذا باب خطير ابتعد السلف الصالح عن الولوج فيه .

ومن بديع فقههم في التعامل مع الفتن ما ذكره الخلال في كتابه القيم شرح السنة فقال :

” أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال : سألت أبا عبدالله [ أي الإمام أحمد ] في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج فقلت : يا أبا عبدالله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم ؟
فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول : سبحان الله الدماء الدماء ، لا أرى ذلك ، ولا آمر به ، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة ، يسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم “
مع أن الإمام أحمد تعرض للسجن والتعذيب العظيم ، ومورست عليه صور الإرهاب المختلفة ، ولكنه يأمر بعدم الخروج على ولي الأمر …

مع أن ولي الأمر كان يدعو في أيامه إلى القول الخطير العظيم : القول بخلق القرآن والذي اعتبره العلماء كفراً ، ومع هذا لا يجوز الإمام أحمد الخروج على ولي الأمر …


والخلاصة :

إن السمع والطاعة لولاة الأمر في بلادنا دولة الإمارات أمر يلزمنا ، وبيعة في أعناقنا نلقى الله بها …
وما يتجرأ به البعض من قيل وقال ، وكلام لا ينفع وخوض في مدونات ، ودعوة لأمور باطلة :
ينافي شكر الله سبحانه وتعالى على عظيم مننه ولطفه بنا في دولة الإمارات … فالنعم إن لم تُشكر فرت وإن شُكرت قرت …


بيعة منا غليظة ** تُعطى للقائد خليفة

لسنا نرضى بالخيانة ** والعريضات السخيفة

اللهم يا رب ما كتب هذه الكلمات رجاء لدنيا ، أو طلبا لدينار ودرهم ، فما عندك يبقى ، وما عند الناس يفنى وينفد…

اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل …

والله الموفق …

0 تعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More