Featured Video

الأربعاء، ديسمبر 07، 2011

انته وين؟ وأخواتها - بقلم: عبدالعزيز بن حارب المهيري

غفر الله (لا يجوز الدعاء لكافر بالله ولو علي سبيل الدعابة غفر الله للكاتب) لــــ "مارتن كوبر" مخترع الموبايل فقد تسبب في تعاسة آلاف الأزواج من سكان الخليج العربي، لم يكن يعلم بأن المرأة الخليجية لديها من الإبداع ما يجعلها قادرة على تحويل الموبايل من جهاز اتصال إلى أداة للتجسس على تحركات الزوج، معاناة يومية يتعرض لها أغلب الأزواج، فما دام خارج المنزل فلينتظر سيلا من الاتصالات والأسئلة، ولعل أشهر تلك الأسئلة السؤال الأزلي الخالد "انته وين؟" أبغض سؤال طلعت عليه الشمس -بالنسبة للزوج طبعا- ولطالما تساءلتُ ما الذي تستفيده الزوجة من معرفة مكان الزوج؟ وهل تشك فيه عندما تسأله مثل هذا السؤال؟

مع تطور الجنس البشري لم تتوقف المسألة عند "انته وين؟" فقد أصبح لها أخوات كُثر، تماما مثل كان وأخواتها، ولعل من أشهر أخواتها هي "وين بالضبط؟" أما الأخت الوسطى فهي "منو وياك؟" وأخيرا الأخت الصغرى الدّلوعة فهي "بتتْأخّر؟" وبالمناسبة "انت وين" وأخواتها تفعل نفس فعل كان وأخواتها في المبتدأ إذ ترفع ضغطه، لكنها تختلف فيما تفعله في الخبر فهي لا تنصبه فحسب بل "تجيب خبره" خبر الزوج طبعا!!

العديد من الأزواج يتصور بأنه عندما يجيب الزوجة عن مكان تواجده أن المسألة بَتْعدّي بسهولة، نصيحة لوجه الله احذر من الكذب، وعليك بالصدق، أولا لأن (الكذّاب ما راح يبقى له أصحاب) ثانيا أن الزوجة لن تأخذ بكلامك قبل أن تتحقق هي بنفسها، تقول لي كيف؟ فأقول لك إن الزوجة لديها القدرة على تحليل البيئة التي تتواجد أنت فيها من خلال الأصوات التي تسمعها وهي تحدّثك، فلا تقل لها بأنك في الطريق تقود السيارة وأنت ما زلت في المكتب، لأنها ستكتشف صدقك من كذبك، وإذا كنت مُصرّا على إخبارها بأنك في السيارة، فأقترح عليك بمجرد أن يرن الموبايل، وقبل أن تستقبل المكالمة اركض مسرعا وافتح نافذة المكتب المطلّة على الشارع حتى توهمها بأنك في السيارة بدليل أصوات السيارات التي حولك، وإن كنت أشك في أن تنطلي مثل هذه الكذبة عليها، وإن كنت في مقهى ستاربكس مثلا، فلا تقل لها بأنك في مقهى كاريبو، لأنه بكل بساطة ستتعمد إطالة الحديث معك حتى تسمع صوت ماكينة إعداد القهوة، لأن ماكينة إعداد القهوة في ستاربكس تحدث ضجيجا أكثر من نظيرتها في كاريبو، ولهذا دائما وأبدا أقول لأحبائي من المتزوجين حديثا "الصدق منجاة".

لكنّ العدل والإنصاف مطلوب، فأنا أرى أن كل زوجة معذورة في تصرفاتها تجاه الحركات المريبة التي تبدرُ من الزوج، وإلا بربّكم قولوا لي ماذا يعني أن يصل الزوج إلى البيت ويمكث لعدة دقائق في السيارة متحدثا في الموبايل؟ ولماذا ينهي جميع مكالماته قبل دخوله صالة البيت؟ ما يدفع إلى الشك أنه يدخل مبتسما وهذا دليل كاف على أنه كان مستمتعا مع من كان يتحدث إليها عفوا إليه (أستغفر الله العظيم ما بحطّ في ذمتي!) أليس من حق الزوجة أن ترتاب؟ إذا كان واثقا من نفسه، وأنه ليس لديه ما يخفيه فلماذا لا يتحدث أمامها؟

في تلك الليلة كان الجميع متواجدا في صالة المنزل الزوج والزوجة والأبناء، كان مساء تقليديا هو يشاهد المباراة، وهي تذاكر للأبناء، رنّ هاتفه النقال فضغط على زر الرد ثم نهض مسرعا متجها إلى غرفته، وكأنه لا يريدها أن تسمعه، تمالكت أعصابها وتظاهرت بأنها مستمرة في المذاكرة للأبناء، لكنها كانت تغلي في داخلها، ليست المرة الأولى التي يغلق فيها الغرفة على نفسه، ويتحدث هامسا، سبحان الله المرأة لديها قرون استشعار حساسة جدا، تعرف من خلالها إن كان الزوج يتحدث مع إمرأة أخرى أم لا، قرنا الاستشعار عند بعض النساء لدقتهما المتناهية تكاد ترى الشرارة الكهربائية التي تحدث بينهما تززززززز ... تززززززز !! طلبت من أطفالها أن يستمروا في المذاكرة لدقائق حتى ترجع، ثم اتجهت إلى الزوج تمشي على أطراف أصابعها حتى لا تشعره باقترابها منه، ولسؤ حظ الزوج لم يكن الباب مغلقا بشكل كامل، وهذه من الأخطاء الصغيرة والمدمّرة التي يقع فيها عادة الأزواج الذين يخفون خبر زواجهم الثاني عن الزوجة الأولى، أشارت إلى الأبناء أن اصمتوا كي تسترق السمع، ورغم أنه كان يهمس وهو يتحدث إلا أنه بالإمكان سماع بعض الكلمات، وما هي إلا ثوانٍ حتى سمعت ما اقشعر منه بدنها، كادت أن تصعق في مكانها، فقد سمعته يقول:

- فديتج يا الغالية.. الله لا يحرمني منج.. صوتج عندي يسوى الدنيا وما فيها..

لم تتمالك نفسها.. كادت أن تُجنّ.. اقتحمت عليه الغرفة والشرر يتطاير من عينيها:

- عجيييييب !! منو بعد هاي اللي اتّفادها..ها؟! عطني التلفون أشوف.. عطني التلفون..

وانتزعت الموبايل من يده، حاول أن يمنعها لكنها كانت من القوة بحيث يمكنها أن تصرع جملا من شدة الغضب، وضعت الموبايل على أذنها وأطلقت قذائفها على المرأة التي كان يتحدث إليها:

- اسمعيني زين يا مسودّة الويه.. يا اللي ما تستحين ولا تخيلين.. ها الريال اللي تكلمينه عنده حرمة وعيال.. لا بارك الله فيج يا سراقة الرياييل.. نعم؟ .. ها؟ عفواً منو وياي؟ (توت توت توت) سكرتْ التلفون في ويهي

- دواج تستاهلين

- أكْرهكْ أكرهك أكرهك.. ليش ما قلتْ لي إن اللي كانت على الخط .. أمّك !!

0 تعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More